انخفضت أسعار النفط عند التسوية، في ختام جلسة الأربعاء 6 ديسمبر (كانون الأول) بحوالي 4%، تزامناً مع بيانات حول المخزونات الأميركية، وتصاعد التشاؤم حيال التوقعات الاقتصادية في الصين.
وأثار ارتفاع أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين الأميركية مخاوف في الأسواق إزاء حجم الطلب، وطغى أثره على أثر التراجع في مخزونات الخام.
وفقدت العقود الآجلة للخام الأميركي 2.94 دولار، لتسجل تراجعاً بنسبة 4.07% لتبلغ عند التسوية 69.38 دولار للبرميل، عند أدنى مستوى لها منذ يونيو (حزيران).
كذلك فقدت العقود الآجلة لخام برنت 2.90 دولار، لتسجل تراجعاً بنسبة 3.76%، وتبلغ عند التسوية 74.30 دولار للبرميل.
وأغلق كلا الخامين القياسيين، الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول) عند أدنى مستوى منذ السادس من يوليو (تموز) في الجلسة السابقة، وانخفض الخام الأميركي لأربعة أيام متتالية.
المخزونات الأميركية.. والتوقعات الاقتصادية في الصين
وينطوي انخفاض المخزونات وارتفاع تسليمات البنزين على ارتفاع الطلب، وهو ما من شأنه عادة أن يعزز أسعار النفط. ومع ذلك، يبدو أن التشاؤم بشأن التوقعات الاقتصادية في الصين يؤثر بشكل أكبر على أسعار النفط الخام.
غيرت وكالة Moody’s الثلاثاء 5 ديمسبر/كانون الأول نظرتها المستقبلية للصين إلى سلبية من مستقرة، بينما ثبتت تصنيفات الصين الائتمانية طويلة الأجل بالعملة المحلية والأجنبية عند A1، مشيرة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المدى المتوسط واستمرار تقلص قطاع العقارات.
وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، عن أن مخزونات الخام الأميركي انخفضت، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
تراجعت مخزونات الخام الأميركي بمقدار 4.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر (كانون الأول) إلى 445 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين، التي كانت تشير لتراجع قدره 1.4 مليون برميل.
وذكرت الإدارة أن مخزونات البنزين ارتفعت بمقدار 5.4 مليون برميل في الأسبوع إلى 223.6 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت تشير لارتفاع قدره مليون برميل.
وارتفعت مخزونات نواتج التقطير والتي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.3 مليون برميل في الأسبوع إلى 112 مليون برميل. مقابل توقعات بارتفاع قدره 1.5 مليون برميل، حسبما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة.
إنتاج أوبك
وفي سياق متصل، كشف مسح لرويترز، الأربعاء، عن أن إنتاج أوبك من النفط تراجع في نوفمبر (تشرين الثاني) 90 ألف برميل يومياً عن أكتوبر (تشرين الأول) إلى 27.81 مليون برميل يومياً وهو أول انخفاض منذ يوليو.
وأظهر المسح اليوم الأربعاء أن أوبك ضخت 27.81 مليون برميل يوميا، بانخفاض 90 ألف برميل يوميا عن أكتوبر تشرين الأول. وارتفع الإنتاج في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر تشرين الأول.
وسينخفض الإنتاج من المنظمة، التي قيدت الإمدادات مع روسيا وحلفاء آخرين منذ أواخر 2022 لدعم الأسعار، بقدر أكبر اعتبارا من العام المقبل بعدما وافقت أوبك+ على جولة جديدة من خفض الإمدادات في الربع الأول من 2024.
فيما يشكك تجار النفط أيضاً في أن أوبك +، التي تضم أعضاء أوبك وحلفائها مثل روسيا، ستنفذ تخفيضات الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من العام المقبل.
التخفيضات الطوعية
وفي سياق متصل، ذكرت وزارة النفط الجزائرية في بيان، أنها لا تستبعد تمديد تخفيضاتها الطوعية لإنتاج النفط لما بعد الربع الأول من العام المقبل، أو اتخاذ إجراءات إضافية لدعم سوق النفط.
وقال وزير الطاقة، محمد عرقاب: “يمكن النظر في اتخاذ تدابير إضافية إذا اعتُبرت ضرورية لضمان استقرار مستدام في سوق النفط”.
وإلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وزير النفط، سعد البراك، إن بلاده تدعم اتفاق أوبك+ وتلتزم بتخفيضات النفط الطوعية البالغة 135 ألف برميل يوميا لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من أول من يناير (كانون الثاني).
واتفقت مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، يوم الخميس 30 نوفمبر (تشرين الثاني) على تخفيضات طوعية للإنتاج إجماليها نحو 2.2 مليون برميل يوميا وذلك للربع الأول من عام 2024، بقيادة السعودية التي قررت تمديد خفضها الطوعي الحالي.
لكن ما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا من تلك التخفيضات يمثل امتدادا للخفض الطوعي الذي تطبقه السعودية وروسيا بالفعل.