بداية لا بد من الاشارة الى ان العوامل الاساسية المتحكمة بوجهة السوق لا زالت هي ذاتها وتصب بمعظمها في خانة الوجهة الصعودية، ولكن التشبع الشرائي من جهة وامكانية حدوث تحول طفيف في وجهة الدولار يمكن ان يؤدي الى حركة تصحيحية تراجعية تبقى بالمرحلة الاولى محدودة.
التحول الطفيف في اتجاه الدولار من الممكن جدا ان يؤدي الى هروب من كوّنوا مراكز دائنة ويشعرون بقلق، ولكن ما من تغيير في العوامل الأساسية.
حدثت زيادة حادة على مدار ثماني جلسات من 1800 دولار صعودا إلى 1980 دولارا ومثل هذا الصعود في أي سوق في فترة قصيرة كتلك يجعله معرضا للهبوط.
هذا وقد قلص الذهب مكاسبه يوم الثلاثاء بعد صعود قياسي في حين عوض الدولار جزءا من خسائره إلا أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين والمراهنة على تأكيد مجلس الأمريكي على سياسات ميسرة يدعم باستمرار إغراء الذهب كملاذ آمن.
وارتفع مؤشر الدولار من أقل مستوى في عامين مع ترقب السوق إقرار حزمة إنقاذ مالي جديدة.
هذا ومن الوجهة التقنية فان تراجعا باتجاه ال 1900/1880 يبقى امرا تصحيحيا طبيعيا لا يدعو الى تغيير النظرة التفاؤلية السائدة. على هذا المستوى يتوجب التحسب لوجود طلبات شراء جيدة الحجم. ولكن هذا لايعطي حصانة مؤكدة لهذا المستوى والمحطات التالية على ال 1850 وال 1800.
الانظارستكون بشكل رئيسي ا لى اجتماع الفدرالي الاميركي الذي تصدر نتائجه يوم الارعاء ال 18:00 جمت ويليه المؤتمر الصحافي لرئيسه ال 18:30 جمت.
++++++++++++
ولعله من المفيد الاطلاع على تقديرات جولدمن ساكس حول هذا الموضوع ، اذ انه رفع توقعاته لسعر الذهب على مدى 12 شهرا إلى 2300 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو ما تدعمه توقعات بمزيد من الانخفاض في أسعار الفائدة الحقيقية الأمريكية ومناخ إيجابي بالنسبة للمعدن الذي يعتبر ملاذا آمنا.
وقال جولدمان إن قفزة أسعار الذهب مدفوعة بتحول محتمل للمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي نحو سياسات تؤدي لزيادة التضخم مراعاة للتوترات السياسية وتوقعات ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
دفعت زيادة عمليات الشراء في الملاذات الآمنة أسعار الذهب في التعاملات الفورية للصعود 27 بالمئة منذ بداية العام، إذ ارتفع المعدن النفيس إلى ارتفاع قياسي عند 1980.57 دولار يوم الثلاثاء.
وقال جولدمان ساكس ”لقد تمسكنا لفترة طويلة بأن الذهب هو عملة الملاذ الأخير، خاصة في بيئة مثل البيئة الحالية حيث تقوم الحكومات بتخفيض عملاتها وتدفع أسعار الفائدة الحقيقية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق“.
وأضاف أنه بدأت في الظهور مخاوف حقيقية حول مدى استمرارية الدولار الأمريكي كعملة للاحتياطيات.