أرشيف التصنيف: التقرير اليومي

بيانات سوق العمل الاميركي السلبية لم يترجمها السوق في سعرالدولار. وماذا عن صورة اليورو؟

الطلب يبقى مرتفعا على الدولار ، ومقابل جميع العملات الرئيسية. الامر باق على هذا النحو على ما يبدو، طالما الناس خائفون، وبصرف النظر عما يجري في الولايات المتحدة .
التفاؤل النسبي الذي برز بداية الاسبوع بفعل تراجع الاصابات الجديدة بفيروس كورونا هو واضح ولكنه لم يؤدّ بعد الى تغيير الصورة. مؤشر الدولارDXY  لا تبدو عليه علائم التراجع. الكل يريد الدولار.
لذلك ، في للأسبوع أو الأسبوعين القادمين ، سيكون من المنطقي رؤية اختبار 102.50 في مؤشر الدولار DXY قبل اختبار 96 أو 97 ، طالما بقيت مخاوف COVID 19. إذا رأينا تحركًا هبوطيًا إلى 96 أو 97 ، فليس من المستبعد ان يظهر الطلب على هذا المستوى من جديد.
رأينا الأسبوع الماضي قوة للدولار بالرغم من الارقام المخيفة التي اعطتها بيانات سوق العمل الاميركي. كان  الدولار الأمريكي بمثابة ملاذ آمن مفضل للجميع. وطالما استمرت هذه الصورة على حالها، وتباطؤ الوظائف وزيادة حالات COVID19 ، نتوقع المزيد من قوة الدولار هذا الأسبوع. المثير للاهتمام هو رؤية الطريقة التي استجاب بها DXY خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008/2009. إذا رأينا استجابة مماثلة ، فإن هذا يرشدنا الى الحققة الاكيدة وهي أن المشاكل العالمية تجعل الجميع يتوجهون نحو الدولار الأمريكي.

وصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.4٪ ، وليس من شك بان الاسوأ لا زال أمامنا..
لوضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح ، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة بأسرع معدل منذ عام 1975. وبالتالي فإنه يسلط الضوء على مدى الضرر والانكماش المفاجئ في الاقتصاد الأمريكي.
استحداث فرص العمل من جهته انخفض 701000 في مارس ، وهو أعلى رقم منذ الأزمة المالية. ومع ذلك ، لا يقدم التقرير صورة واقعية لجميع الأضرار الناجمة عن الفيروس ، بسبب طريقة الحساب خلال الشهر الماضي. ونتيجة لذلك ، سيتم تدمير ملايين الوظائف من الان وحتى صدور تقرير  الوظائف غير الزراعية المقبل في أبريل.

وماذا عن اليورو وسط كل هذه التناقضات؟

من الناحية التقنية ، من الواضح أن اليورو عانى لعدة سنوات مقابل الدولار ، لذلك يمكننا رؤية ديناميكيات الأسعار داخل قناة تراجعية . على الرغم من ذلك ، لم يستسلم اليورو بعد ، حيث يأتي خط دعم الميل الصعودي طويل المدى على ال 1.0750.

خط الاتجاه هذا هو الامل الاخير لليورو لمنع الانهيار . اولا باتجاه ال  1.0620 و 1.0520 دولار. في حالة اختراق هذا المستوى، سيرسل السوق إشارة قوية ولن يقاوم المشترون مثل هذا الضغط الهبوطي. وبلوغ المستوى المذكور لايبدو انه سيكون صعبا.

على المدى الأقصر ، يحترم اليورو الدعم على ال  عند 1.0780 دولارًا . إن كسر هذا الحد سيجعل من الممكن الدعم البعيد المدى السابق ذكره.
في الوقت الحالي ، لا يُظهر السوق أي علامات  انتعاش صعودي وشيك ، والضغوط التراجعية لا تبدو انها متراجعة. ولكن ان حدث هذا  فإن إشارة الانعكاس ستمهد الطريق لتسارع نحو 1.0900 و 1.1000 دولار. .. والا فن التراجع الى مستويات جديدة سيكون هو السيناريو الارجح…

بالامس لم يكن موضوع كورونا هو الرئيسي في الاسواق.. واليوم؟

ليست كل الأخبار  على سوء كبير. يمكن للمرء من وقت لآخر ان يتنفس الصعداء، ويأمل، مع شيء من الرجاء…
الخبر السعيد هو انه بعد ظهر امس لم تكن مسألة ازمة فيروس كورونا هي الموضوع الرئيسي المتداول في الاسواق.
ركز المستثمرون أكثر على تغريدة للرئيس الاميركي دونالد ترامب في فترة ما بعد الظهر. قال: يمكن للمملكة العربية السعودية وروسيا سحب 10-15 مليون برميل من السوق.

الخبر جيد وتجاوبت معه الاسواق بقوة.. ولكن، ومع ذلك ، هذا يبقى في دائرة الانتظار والترقب. لم يذكر ترامب ما يشير إليه الحجم على الإطلاق. هل هذا يتعلق بالانتاج اليومي أم الشهري؟ انه يحدث فرقا كبيرا إذا كانت تشير إلى الأرقام الشهرية ، فسيتم استخراج 590 مليون برميل بدلاً من 600 مليون برميل. لا فرق اذا والامر لا تاثير له..

من جهة اخرى لا تنقطع الاخبار السلبية والمقلقة. آخر هذه الاخبار من على جبهة البيانات الاقتصادية حيث ان بيانات سوق العمل السيئة من الولايات المتحدة انخفضت  بوتيرة متسارعةجدا. أكثر من 6 ملايين من طلبات اعانة البطالة . انها كارثة فعلية اذ بلغ العدد ضعف المتوقع له..

تُظهر البيانات الصادرة شيئًا واحدًا فوق كل شيء: البرنامج الحكومي لا يعمل ولا يعطي النتائج المأمولة منه. في الواقع هدف الحكومة واضح ، يجب تحفيز الشركات للحفاظ على العمال وعدم تسريحهم. من الواضح أنها لم تنجح في ذلك. ترغب الشركات في الحصول على القروض وعمليات الإنقاذ ، ولكنها لا تزال تعمد الى الاستغناء عن موظفيها. هذا سلوك سيء جدا ومن الصعب التكهن بنتائجه.

هذا الامر له ايضا عواقب سيئة على المستثمرين. كانت الولايات المتحدة ولا تزال القوة الدافعة للاقتصاد العالمي. حتى الآن ، كنا نأمل أن يعود الاقتصاد بسرعة نسبياً من المستحيل الاستغناءعنجميع العمال . اليوم يبدو ان هذا الافتراض كان خاطئًا . منذ اليوم يجب ان نتحضر لمفاجآت غير متوقعة وباتت ارقام البطالة والتوظيف في بيانات سوق العمل الرسمية التي ستصدر ال 12:30 جمت في دائرة المفاجىت السيئة ايضا. .

من المرجح اذا ان الولايات المتحدة ستشهد قريباً بطالة هائلة. من المستبعد تماما أن  يقفز الاقتصاد بصورة تلقائية وعلى الفور حال الاعلان عن تراجع الاصابات بالفيروس . يمكننا أن ننسى ذلك ونتخلى عن هذه التوقعات التي يسر الرئيس الاميركي بالترويج لها. ستستمر الأزمة الاقتصادية. لو لم تحدث بطالة جماعية ، لتمكننا من معالجة الأزمة الاقتصادية في غضون بضعة أشهر. هذا لم يعد ممكناً ويمثل نقطة تحول في جميع السيناريوهات.

في الوقت نفسه ، يجب أن نفترض أن الأرقام المتعلقة بانتشار الفيروس ستمدد قيود الخروج في العديد من البلدان. يجب الوصول إلى الذروة الآن في معظم الدول التي تعاني. والاغلاق مستمر ومن الصعب التكهن بالمدة الزمنية التي سيستغرقها هذا الحال الذي بات مفروضا وعاما وواقعا.
هذا الامر  لم يكن موضوع البورصة بالامس، ولكنه سيكون على الارجح مجددا اليوم والاسبوع القادم ايضا. ان شئنا الحديث عن استعادة الاسواق لانفاسها ومباشرة طريق الصعود فلا بد من الانتظار والطريق سيكون شاقا وطويلا..!

هذا بالرغم من ان مؤشرات مديري المشتريات الصينية جاءت حاملة نتائج جيدة بارتفاعها مجددا الى 43 نقطة من 26 في القراءة السابقة، وبالرغم من كون الدولار يبدي قوة وصلابة بدعم من الهروب الى الملاذات الآمنة، وبالرغم من كون وول ستريت يعطي اشارات متلاحقة بعدم رغبته بتحقيق المزيد من التراجع. فلنقرأ جيدا بيانات سوق العمل اليوم مع الرجاء بان تتحقق التوقعات ولا نشهد تدهورا اقسى بكثير. هذه التوقعات ترى فقدان 100 الف فرصة عمل في مارس وارتفاع نسبة البطالة الى 3.8%. وبعدها يُرجى ان يكون هناك من مجال لكلام آخر..!

بيانات صينية تحيي الأمل.. هذا ان جاز الوثوق بها.

إعادة تشغيل جهاز الإنتاج الصيني عزز مؤشر التصنيع في البلاد في شهر مارس فعاود تسجبل رقما فوق ال 50 نقطة.. هذا ان جاز التسليم بثقة كاملة بالاحصاءات الصينية.
أعلنت الصين هذا الصباح عن انتعاش حاد في نشاطها التصنيعي في مارس. وقفز مؤشر PMI التصنيعي الرسمي ، من 37.5 إلى 52 نقطة بين فبراير ومارس. هذا المؤشر هو علامة على التوسع الاقتصادي عندما يكون فوق 50 نقطة. يتزامن هذا الارتفاع مع استئناف العديد من الصناعات بعد انحسار  الموجة الأولية من الفيروس التاجي. هذا ومن المنتظر أن يشهد مؤشر مديري المشتريات الصيني المذكور اضطرابات في الأشهر المقبلة ، وفقًا للشكل الذي سيتخذه الوباء في بقية العالم ، ولكن قراءة رقم فوق ال 50 حاليا يبعث بعض الامل… هذا ان جاز التسليم بثقة كاملة بالاحصاءات الصينية.

الرئيسان الاميركي والروسي ترامب وبوتين يناقشان موضوع النفط.
الاسعار سجلت ارتفاعا طفيفا صباح اليوم بعد المناقشة التي جرت أمس بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ، اللذين اتفقا على “أهمية الاستقرار في سوق الطاقة الدولية”. شيء واحد مؤكد: إن صناعات ترامب وبوتين النفطية تواجه مشكلة في سعر البرميل عند 20 دولارًا أمريكيًا. هذا ما دفعهما الى التوافق على ضرورة استقرار الاسعار التي سجلت اليوم انتعاشا طفيفا.

 

على صعيد التوقعات تجاه المسيرة الاقتصادية العالمية  هناك تاكيدات تبدو واثقة بان الاتعاش الاقتصادي المتجدد غير مستبعد اطلاقا ، ويقرأ المتابع الكثير من التعليقات من الاقتصاديين حول شكل هذا  الانتعاش في الأسابيع المقبلة. U ، V ، L ، W … هذه هي اشكال التوقعات ولكن حرف ال Y هو غير وارد بينها حتى الآن.
مهما كان شكل الانتعاش القادم ، ( ان هو اتى ) ، تسلط العديد من التعليقات الضوء أيضًا على الخوف من “الضرر الدائم” في قطاعات معينة وعديدة. على سبيل المثال فان القطاع الابرز المستهدف هو قطاع السياحة الذي من المستبعد ان يجد حلا سريعا له.
في الأسابيع المقبلة ، ستعتمد أشياء كثيرة على “السرعة التي سيقوم بها الأفراد بتطبيع عاداتهم الاستهلاكية”. وان ظل الجمود سيد الموقف على هذا الصعيد فان الامال العريضة التي يعلقها الكثيرون على النهاية السعيدة لن تكون الا مجرد سراب.

وماذا عن تحركات العملات؟

ارتفع الدولار مقابل الين يوم الثلاثاء إذ تدافع المستثمرون والشركات اليابانية لتغطية نقص في العملة الأمريكية قبل نهاية السنة المالية للبلاد، لكن المعنويات ظلت هشة مع تفاقم أزمة الفيروس عالميا.
وتراجع اليورو مجددا كاسرا حاجز ال 1.1000 وسط مخاوف من تفاقم الازمة اوروبيا خاصة وان اصوات كثيرة ارتفعت محذرة من انفراط عقد دول الاتحاد بعد الاهمال الذي بدا تجاه ايطاليا واسبانيا اثر تفشي الوباء.

واستقر اليوان الصيني بعد أن أظهر مسح رئيسي أن أنشطة التصنيع عاودت النمو في مارس آذار، لكن المستثمرين ظلوا يتشككون في هذا الارتفاع بالنظر إلى أن العديد من الشركات ما زالت تواجه صعوبات لاستئناف العمليات بعد الاضطرابات المرتبطة بازمة الفيروس.

وتراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو إذ استمر خفض تصنيف البلاد في الضغط على العملة البريطانية، مما يبرز الضغوط الواقعة على المالية العامة من الحاجة الماسة إلى إجراءات مالية كبيرة.

ويظل الاسترليني يتعرض لضغوط بعد أن خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف الدين السيادي البريطاني يوم الجمعة، قائلة إن مستويات الدين ستقفز مع تكثيف بريطانيا للإنفاق لتعويض شبه توقف للاقتصاد.

وتراجع الدولار النيوزيلندي بعد أن مددت حكومة البلاد حالة الطوارئ لمدة سبعة أيام أخرى لإبطاء انتشار فيروس كورونا، لكن العملة سرعان ما استعادت هدوئها لتستقر في التداولات عند 0.6019 دولار أمريكي.

واخيرا وبالرغم من ضآلة التاثير المنتظر للبيانات الاقتصادية في هذه المرحلة لا بد من تتبع نتائج بيانات مهمة هذا الاسبوع لعلها تشير الى انفراج معين قريب.
+ بيانات سوق العمل الاميركي تبدأ بالظهور يوم الاربعاء مع تقرير ال ADP. يوم الخميس تصدر بيانات اعانات البطالة الاسبوعية. ويوم الجمعة نكون مع بيانات البطالة والتوظيف الرسمية.
+يوم الاربعاء تصدر قراءة مؤشر ال ISM للصناعات التحويلية الاميركية ويوم الجمعة مؤشر قطاع الخدمات..

ارتفاعات الاسواق مجرد محاولات. الفرج قد لا يبدو قريبا.

 

 

في الوقت الذي تنخرط فيه حكومات العالم وبنوكه المركزية في سباق مع الزمن لإنقاذ الاقتصاد من صدمة شديدة للغاية ، حققت الاسواق ارتفاعا ملحوظا مرة أخرى يوم أمس ، في حين أن الأخبار الايجابية تبقى شحيحة للغاية، باستثناء هذا الطوفان من السيولة التي تضخها البنوك المركزية . ان مصير غالبية العمال في جميع أنحاء العالم يعتمد على استئناف النشاط الاقتصادي . واستئناف النشاط  الاقتصادي لا يعتمد على البنوك المركزية أو على  الحكومات ، ولكن بالدرجة الاولى والاخيرة على فيروس كورونا ومصيره.

هذا هو اختصار الوضع السائد حتى الان. ارتفاعات الاسواق تاتي في معظم الاحيان خادعة لانها تريد استباق الاخبار الايجابية ، وهذه تبدو بعيدة المنال ان اردنا ربطها بالوقائع. كل اشاعة اة تسريب عن امكانية ايجاد علاج للفيروس او لقاح ناجع ترد عليه الاسواق بارتفاعات تقارب احيانا ال 10% على امل ان يكون الكابوس قد انتهى. نهاية الكابوس لا تبدو في متناول اليد حاليا حتى ولو ان الامل كبير بان يكون هذا الكلام خاطئا.

كلام خاطئ؟ هذا سيعني ارتفاعات متتالية والى ان تعاود الاوضاع بلوغ التطبيع السابق.
كلام صائب؟ هذا سيعني على الارجح معاودة الانخفاض لملامسة الاعماق التي سبق بلوغها في اسواق الاسهم وعلى الارجح تجاوزها.

وان جرينا وراء خبر سار يفرح القلب فلا نجد سوى بشرى الرئيس الفرنسي ماكرون  في تغريداته الغامضة بالإعلان عن “مبادرة مهمة جديدة” من عدة دول ضد الفيروس التاجي في الأيام القادمة ، بعد محادثةهاتفية مع دونالد ترامب. الولايات المتحدة لديها الآن أكبر عدد من حالات الاصابة بالفيروس وربما يكون الاتي اعظم . من هنا فان ارتفاعات وول ستريت تبقى ضمن خانة التشكك والخشية من ان تكون مجرد محاولات خادعة.

اجراءات التصدي التي أقدم عليها الفدرالي تبدل مزاج الاسواق. مؤقتا؟

 

 

انتعشت أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية اليوم في أعقاب تحقيق الأسواق الآسيوية واسواق الفيوتشر الاميركية تقدما ملحوظا في الساعات الماضية.
من الجدير الاشارة الى النتائج المخيبة للآمال لاستطلاعات مؤشر مديري المشتريات بخاصة لقطاعات الخدمات والتي استوعبها السوق على امل ان تكون مجرد حالة مؤقتة عابرة بفعل بعض  الإشارات المشجعة
على الصعيد الصحي.

 الفيدرالي الاميركي قرر بالامس اتخاذ تدابير جديدة هجومية جدا بهدف التصدي للازمة الهائلة التي يواجهها الاقتصاد. بالإضافة إلى تسهيلات ائتمانية أخرى للأسر والشركات ، تم الإعلان عن برنامج غير محدود للتيسير الكمي. أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا خلال جلسة الاتحاد الأوروبي ، بحيث كان هناك في البداية زخم صعودي قوي في DAX ومؤشر SP 500. وعلى ما يبدو انه بعد ساعات التقلب يوم امس عاود السوق اليوم الثلاثاء ابداء رضاه وتفاؤله حيال كل هذه الاجراءات، واقله هذا ما يبدو حتى الان.

الدولار انخفض بشكل حاد مقابل العملات الرئيسية اليوم الثلاثاء ، بالطبع كان الإعلان عن التدابير الجذرية جديدة السابق ذكرها من جانب  الفيدرالي الأمريكي الاثر الواضح في هذا التراجع. خاصة وان الفدرالي أعلن  بشكل ملحوظ أنه لم يعد يحدد مبلغًا أقصى لاسترداد الديون الأمريكية ، التي استحوذ عليها مؤخرًا على نطاق واسع ، كما فعل في مواجهة الأزمة المالية لعام 2008.

بالطبع هذا الامر الهادف الى ضخ السيولة العالية في الاسواق لا بد ان يؤثر سلباعلى الدولار في نهاية الامر. وهو كان قد قفز بحدة مقابل معظم العملات في الأسبوع الماضي ، ، مدعومًا بمخاوف من نقص الدولار في السوق.

من جهة اخرى ونظرا لكون العملة الاميركية تبقى العملة الاكثر امانا في الازمات فان التشكك كبير بان تكون وفرة الدولارات في الاسواق سبب كاف لتراجعه بالمدى الابعد. ان الطلب قد يعاود الظهور بحثا عن العملة الامنة ومن هنا فتراجع العملة الاميركية قد يكون مؤقتا ووجب التنبه لهذا الامر.

وماذا عن الذهب؟

الارتفاع بدأ يوم امس بعد اجراءات الفدرالي المذكورة. تراجع الدولار عامل مساعد تقليديا على ارتفاع اسعار الذهب. الاندفاعة استمرت اليوم وبخاصة بعد صدور مؤشرات مديري المشتريات الاوروبية على تراجع ملفت. ال 1700 لربما تكون هدفا للارتفاع الحاصل ما لم تستجد معطيات مفاجئة تعيد الامور الى نصابها.

واليورو؟

من الواضح ان التاثير السلبي للبناتات الاوروبية على اليورو كان محدودا. الرهان واضح على ان مثل هذه الارقام المخيفة هي نتيجة طبيعية للاغلاق والبلبلة في الاسواق وان تصحيحها ايجابا لا بد ان يحدث عندما تستقر الاوضاع مجددا. بالمحصلة يمكن الجزم بان ارتفاعات اليورو ان استمرت فهي لن تكون الا بفعل التراجع الاضافي للدولار نظرا لغياب اية اشارات اوروبية يمكن الارتكاز عليها للرهان على اليورو.
حتى يمكن الوثوق بان الارتفاع بات صلبا لا بد من استعادة المقاومة على ال 1.1020/1.1100 .
كسر ال 1.0625 مجددا سيهدد ببلوغ ال 1.0340.

والنفط؟

حرب الانتاج مستمرة بالتزامن مع تراجع الطلب. تخفيض التوقعات للاسعار بدات مع باركليز اليوم الذي رآها دون ال 30 دولار في العام الحالي.
ارتفاع طفيف جاء ردا على اجراءات الفدرالي التحفيزية ولكنها تبقى ردة فعل مؤقتة ول ايجب التعويل على انها بداية تبديل في مزاج السوق.

المركزي البريطاني يفاجئ السوق بقراره. ماذا عن الاوروبي يوم غد.

البنك المركزي البريطاني حذا صباح اليوم حذو الفدرالي الاميركي وخفض الفائدة على السترليني بنسبة 50 نقطة مئوية فبلغت 0.52%. الخطوة جاءت ايضا مفاجئة ومستبقة للاجتماع القادم للمركزي المقرر في 26 مارس الجاري.
الخطوة هذه دفعت بمواعيد البيانات الاقتصادية التي ستصدر الى المرتبة الثانية من حيث امكانية التاثير على السوق. ومن جهة اخرى فهي جعلت السوق يركز مجددا على خطورة الاوضاع التي تدفع باتجاه مثل هذه القرارات.

رئيس المركزي مارك كارني قال ان الخطوة جاءت بفعل المخاطر التي يرتبها تفشي فيروس كورونا على الاقتصاد وان خطوات اخرى قد تتبعها ولكن دون ان تنخفض الفائدة دون الصفر. عن مستقبل الاقتصاد قال ان التاثير عليه سيكون كبيرا ولكنه لن يكون الا مؤقتا فقط.

الان بات هامش المناورة امام المركزي محدودا حيث ان الفائدة اقتربت من الصفر. خطوة تالية او خطوتان محدودتان يمكن تصورهما وبعدها لا بد من اللجوء الى التيسير الكمي ان بدت الامور الى تعقيدات متزايدة. بهذه الحالة فان السترليني سيكون امام تراجعات مؤكدة يصعب التنبؤ بمداها من الان.

السترليني تراجع اثر الاعلان عن الخطوة ولكنه سرعان ما عاود الانتعاش. الان يمكن القول ان ارتفاعات اضافية باتت صعبة وال 1.3200 التي تم مقاسها باتت تشكل حاجز مقاومة صلب للغاية. كدفاع سفلي يمكن الاتكال على ال 1.2800 كمحطة صلبة ايضا. كسر هذا المستوى ان حدث سيجعل من ال 1.2600 هدفا.

من جهته البنك المركزي الاوروبي الذي سيجتمع يوم غد الخميس هو الان تحت المراقبة. رئيسته كريستين لاجارد قالت مساء الثلاثاء في اجتماع عبر الهاتف مع الرؤساء الاوروبيين  ان المركزي ينظر في مسالة توفير قروض ميسرة لدعم الاقتصاد نظرا لكون الهامش لديه لتخفيض الفائدة بات معدوما مع فائدة تتواجد على الصفر حاليا. هل تكون اجراءات يوم غد من القوة بحيث تؤثر على اليورو فيعاود التراجع؟ ام تراها ستكون محدودة فيتابع ارتفاعاته على غرار ما حدث بعد صدور بيانات سوق العمل الاميركي نهاية الاسبوع الماضي؟

الاثنين الاسود في الاسواق.

انه فيروس كورونا. انه الاثنين الاسود.
انهيارات واسعة في الاسواق. البورصات الاوروبية تحقق تراجعات حادة جدا.
تراجع مؤشر داكس الالماني قارب ال 10% قبل تحقيقه تصحيح معتدل قاس فيه ال 11.000 نقطة اثر الحديث عن دعم اقتصادي الماني قادم. المركزي الاوروبي يجتمع هذا الاسبوع ولعله يقرر اجراءات دعم جديدة ايضا. هل يحد هذا من اندفاعة اليورو الصعودية؟ لا يمكن التكهن الان بذلك لان الاجواء العامة في السوق هي التي تتقدم في التأثير على وجهته وكل المقررات المتخذة تبقى حتى الان محدودة ومؤقتة التأثير.
داو جونز فيوتشر على تراجع زاد عن 1300 نقطة بانتظار فتح التداول. ثمة رهانات اميركية ايضا بان الفائدة على الدولار في طريقها نحو الصفر من جديد. هذا دفع الدولار الى التراجع ولعله امام تراجعات اضافية. فوائد السندات الاميركية في تراجع واسعار السندات في ارتفاع.
اليورو دق باب ال 1.1500 ولكن جني الارباح والحديث عن تدخل ما للمركزي الاوروبي لا بد انه فعل وسيفعل فعلا ما في الساعات القادمة.
مراكز الملاذ الامن كعادتها مستفيدة من مثل هذه الاوضاع المتوترة, الين والفرنك والذهب حققت كلها ارباح واضحة.  الذهب سجل اندفاعة فوق ال 1700 ولكنه واجه جني ارباح على هذا المستوى. هل نشهد محاولة ثانية؟ هذا يبقى مفتوحا على المستجدات مع الاخذ بالاعتبار ان الاجواء مساعدة على مثل هذه الرهانات.
ايضا الخلافات على تخفيض انتاج النفط دفعت الاسعار  الى تراجع حاد زاد عن ال 30%، وهذا زاد المعنويات العامة في السوق ضعفا وساعد على التسابق لبيع العملات المرتبطة بالنفط وكذلك الاسهم والتدافع باتجاه ما هو آمن. هذا ما دلّل عليه تصرف السوق ردا على بيانات سوق العمل الاميركي البالغة الجودة يوم الجمعة الماضي. تجاهل البيانات كان واضحا والهروب من الاسهم مستمر.
قبيل دخول الاميركيين الى السوق فان الدولار الكندي هو اضعف العملات بفعل تراجع اسعار النفط، والين الياباني اقواها بفعل الطلب عليه كملاذ آمن.
الانظار الان الى تحركات الاسواق في ال 14:30 جمت عند فتح العمل في وول ستريت. هل يحدث ارتداد صعودي على غرار ما هو الحال في السوق الاوروبي ام ان البلاء سيزداد؟ ننتظر ونراقب ونرى اخذا بالاعتبار حالة التطير الحادة وضرورة اليقظة في ظروف استثنائية يصعب التكهن بنتائج اي خبر مستجد يتم الاعلان عنه . اليقظة اذا لكل من يريد التداول في مثل هذه الظروف فان سرعة سقوط الستوبات ممكنة جدا بفعل التطير والارتدادات العنيفة بفعل مستجدات قد تكون غير محسوبة.