أرشيف التصنيف: التقرير اليومي

ما هي أبرز محاور الاتفاق المبدئي حول سقف الدين بين بايدن ومكارثي؟

توصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي أمس السبت إلى اتفاق من حيث المبدأ لرفع سقف الدين، ويتضمن الاتفاق خفض بعض جوانب الإنفاق الاتحادي.

وبينما تجري صياغة مشروع الاتفاق كشفت مصادر من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن الخطوط العريضة له، وفيما يلي استعراض للمعلومات المتاحة حتى الآن:

سقف للإنفاق التقديري

سيعلق الاتفاق الالتزام بسقف الدين البالغ حاليًا 31.4 تريليون دولار حتى يناير كانون الثاني من عام 2025، بما يتيح للحكومة الأميركية سداد التزاماتها. وفي المقابل، سيتم الإبقاء على الحد الأقصى للإنفاق التقديري غير الدفاعي عند مستويات العام الحالي في عام 2024 وزيادته بـ 1% فقط في 2025.

ووفقا لمكتب الإدارة والميزانية، ستنفق الحكومة الأمريكية 936 مليار دولار على الإنفاق التقديري غير الدفاعي في عام 2023، وهي أموال يتم توجيهها إلى الإسكان والتعليم والسلامة على الطرق وغير ذلك من البرامج الاتحادية.

زيادة الإنفاق الدفاعي

من المتوقع أن يرفع الاتفاق الإنفاق الدفاعي إلى نحو 885 مليار دولار، بما يتماشى مع مقترح بايدن للإنفاق في موازنة 2024.

ويتضمن هذا زيادة بواقع 11% عن 800 مليار دولار المخصصة في الميزانية الحالية.

نقل التمويل الخاص لدائرة الإيرادات الداخلية

وفر بايدن والديمقراطيون تمويلاً جديدًا بقيمة 80 مليار دولار لمدة عشر سنوات لمساعدة دائرة الإيرادات الداخلية على جني ضرائب من الأثرياء الأميركيين وفقًا لقانون خفض التضخم الذي جرت المصادقة عليه العام الماضي، وهي خطوة قالت الإدارة إنها ستدر 200 مليار دولار من الإيرادات الإضافية على مدى السنوات العشر المقبلة.

وسبق أن خاض الجمهوريون والديمقراطيون معركة من أجل نقل هذا التمويل، الذي تم تخصيصه بموجب قانون خفض التضخم “كإنفاق إلزامي” لإبقائه بعيدًا عن المشاحنات السياسية التي تشوب عملية إعداد الميزانية سنويًا، إلى “الإنفاق التقديري” الذي يخصصه الكونغرس.

وتعتزم دائرة الإيرادات الداخلية استخدام التمويل للاستعانة بالآلاف من الموظفين الجدد، ومن المتوقع أن تعوض الإيرادات الضريبية الإضافية التي سيقومون بتحصيلها مجموعة كبيرة من الإعفاءات الضريبية الداعمة لمكافحة تغير المناخ.

ويعارض الجمهوريون هذا ويرون أن الأمر سينتهي بتتبع مدققي الحسابات للأميركيين من أبناء الطبقة المتوسطة، إلا أن وزارة الخزانة وبايدن أكدا أنهما سيركزان على الأسر مرتفعة الدخل.

 

استعادة مخصصات كوفيد

من المتوقع أن يتوافق بايدن ومكارثي على استعادة الأموال غير المستخدمة التي سبق تخصيصها للتخفيف من تداعيات جائحة كوفيد في إطار اتفاق الموازنة، بما في ذلك التمويل الذي تم تخصيصه لأبحاث اللقاحات والإغاثة في حالات الكوارث. وتشير التقديرات إلى أن المبالغ غير المستخدمة تتراوح بين 50 و70 مليار دولار.

متطلبات العمل

خاض بايدن ومكارثي مواجهات محتدمة حول فرض متطلبات عمل أكثر صرامة على الأميركيين ذوي الدخل المنخفض ليكونوا مؤهلين للاستفادة من برامج الغذاء والرعاية الصحية.

ولم يتم إدخال أي تغييرات على برنامج ميديكيد، لكن الاتفاق سيفرض متطلبات عمل جديدة على ذوي الدخل المنخفض الذين يتلقون مساعدات غذائية بموجب برنامج المساعدة الغذائية التكميلية المعروف باسم سناب. وسيتم تطبيقها على المستفيدين حتى سن 54 عامًا وليس 56 عامًا كما اقترح الجمهوريون.

وبرنامج سناب هو برنامج مساعدة غذائي اتحادي يخدم أكثر من 40 مليون شخص.

تصاريح مشاريع الطاقة

اتفق بايدن ومكارثي على قواعد جديدة لتسهيل حصول مشاريع الطاقة بما في ذلك المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري على التصاريح اللازمة للتشغيل. وكان مكارثي والجمهوريون قد أكدوا أن السماح بهذه التعديلات هو أحد الأعمدة من أجل التوصل لأي اتفاق. ودعم البيت الأبيض الخطة في وقت سابق من هذا الشهر.

هل من مخرج لسيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي؟

 

استبعد خبراء اقتصاديون قدرة الاقتصاد العالمي على كسر هيمنة الدولار الأميركي وتخفيف الاعتماد عليه، وسيطرته على ما يصل إلى 80 في المئة من التجارة العالمية الدولية، خصوصاً على المديين القريب والمتوسط.

وقالوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الدولار فرض نفسه على الاقتصاد الدولي عبر تمويله 80 في المئة من التجارة الدولية، وتشكيله 60 في المئة من احتياطيات البنوك المركزية، وحجم الاقتصاد الأميركي الذي يتجاوز 30 في المئة من الاقتصاد العالمي، وكذلك تقويم أهم السلع والمواد الخام العالمية كالنفط والذهب بالدولار، إلا أنهم يرون أن هيمنته لن تدوم إلى الأبد، لكنها تحتاج إلى خطط طويلة المدى لكسر هيمنته، وإزاحة سيطرته على الاقتصاد العالمي، وقد تكون العملات المشفرة الرقمية المستقرة هي البديل المحتمل.

وقال الدكتور أحمد بن ناصر الراجحي أمين «جمعية الاقتصاد السعودية» أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود، إن تزايد المناداة بالانتقال لعملة أو عدة عملات لتحل محل الدولار يعكس عدم الارتياح العالمي للهيمنة المستمرة له، ورغبة بعض الاقتصادات في تخفيف اعتمادها على الدولار، في ظل التحولات الاقتصادية الدولية، وتسارع التطورات التقنية عبر ظهور العملات المشفرة، وربما يأتي في بعض الأحيان بدوافع سياسية بحتة، مضيفًا أنه رغم عيوب الدولار إلا أن البديل له غير متاح في الوقت الحالي، وقد يكون مستبعداً في المستقبل المنظور.

وشدد الدكتور الراجحي على صعوبة ظهور بديل قريب للدولار الأميركي، بسبب استمرار القبول العام للدولار مقارنة بغيره من العملات، وهو شرط ضروري لنجاح أي عملة تنافسه، لافتاً إلى أن التحديات ما زالت كبيرة أمام اليورو ليكون بديلاً له، كما أن اليوان الصيني يعاني فجوة ثقة رغم زيادة نسبته في حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، ورغم الإصلاحات الاقتصادية، وصدور قراراته من خلال نظام تخطيط مركزي، كما أن تكتل «بريكس» في حالة توسعه قد يشكل تحدياً للدولار من حيث تراجع أهميته في تمويل التجارة الدولية، لكن الدولار سيبقى ملاذاً آمناً، خصوصاً أن إيجاد «بريكس» عملة جماعية متفق عليها يعد أمراً صعباً جدًا.

وأشار الدكتور الراجحي، إلى أن الدولار فرض نفسه في الاقتصاد الدولي عبر تمويله 80 في المئة من التجارة الدولية وتشكيله 60 في المئة من احتياطيات البنوك المركزية، واستمراره ملاذاً آمناً، بالإضافة إلى تشكيل حجم الاقتصاد الأميركي أكثر من 30 في المئة من الاقتصاد العالمي، وارتباط الاقتصاد الأميركي بعلاقات تجارية تقوم على الدولار مع أغلب دول العالم، وكذلك تميز النظام المالي الأميركي بالعمق والسيولة، وتشكيل سوق السندات الأميركية أكثر من 40 في المئة من السوق العالمية.
ولفت الدكتور الراجحي، إلى أن الوضع المهيمن للدولار لن يدوم للأبد، مستشهداً بما مر به الجنيه الإسترليني عبر تغير الظروف المالية والمعادلات الاقتصادية والسياسية الدولية، وما قد ينتج عنه من تعدد في العملات الدولية المتناسبة، وتوسع الدول في العلاقات التجارية البينية التي تتضمن الدفع بعملاتها هي وليس بالدولار، مضيفاً أن التغير القادم قد يأتي من «العملات المشفرة المستقرة» التي قد تقلب الطاولة على الدولار وغيره من العملات، حيث من الممكن استخدامها لتغطية نسبة كبيرة من التجارة الدولية مع إسراع البنوك المركزية في استخدام أساليب دفع رقمية فيما بينها.

من جهته، يرى الدكتور عبدالله باعشن رئيس مجلس إدارة في شركة للاستشارات المالية، أن استمرار البنك الفيدرالي الأميركي في استخدام سياسات نقدية متشددة ورفع سعر الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، حتى وصلت إلى 5.25 في المئة، وسيطرة الدولار على أهم مفاصل التجارة العالمية، هو ما أدى إلى تفكير بعض الدول والاقتصادات العالمية في الخروج من دائرة الدولار، واستبداله بعملات الاقتصاديات الكبيرة مثل الين واليوان وغيرها.

وأضاف الدكتور باعشن، أنه من النظرية الاقتصادية البحتة، ومن خلال تقييم الموضوع، وفق مبادئ وأساسيات الاقتصاد، فإن التفكير في ذلك يعد من الأحلام التي يصعب تحقيقها في الفترة الحالية، مرجعاً ذلك إلى تسعير أهم السلع والمواد الأولية بالدولار كالنفط والذهب والعقود التجارية المستقبلية، حتى باتت سيطرته تمثل ما بين 70 إلى 80 في المئة من التعاملات التجارية الدولية، بالإضافة إلى استثمار أصحاب الثروات في الصين ومنطقة الخليج لأموالهم التي تتجاوز ترليونات الدولارات في السوق الأميركية وسندات الخزينة الأميركية.

وأشار الدكتور باعشن، إلى استحالة الخروج من دائرة الدولار الأميركي في المدين القريب أو المتوسط، وصعوبة ذلك في المدى البعيد، لافتاً إلى أن تأثير ذلك على السوق الأميركية سيؤدي لتعرض استثمارات الدول الخارجية في سندات الخزينة الأميركية إلى تحقيق خسائر كبيرة، قد لا تتحملها تلك الدول، لذلك من الأفضل لها أن تبقى وتحافظ على مصالحها في السوق الأميركية. وزاد بأنه على تلك الدول التي تنوي الخروج من دائرة الدولار، التفكير بحلول منطقية ونظرة مستقبلية، عبر تنظيم مؤتمرات متخصصة وتكتلات اقتصادية كبيرة تشارك فيها دول ذات تأثير اقتصادي كبير مماثل لما هو موجود في مجموعة العشرين أو في بعض التكتلات الاقتصادية الأخرى.

الشرق الاوسط

؟ماذا عن محاولات سحب البساط من تحت الدولار

الدولار، العملة الاحتياطية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية والتي لعبت دورًا مهمًا في التجارة العالمية، تواجه حالياً فترة صعبة مع تفكير العديد من الدول في التخلي عنها.

تعمل الدول على مستوى العالم الآن على وضع عملات احتياطية للتجارة، حيث أدت العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا إلى قيام بعض قادة العالم البارزين ورجال الأعمال بإصدار تحذير بشأن القوة التي تتمتع بها واشنطن، وبالتالي الدولار الأميركي.

هذا وبدأت الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا والدول الناشئة مثل الأرجنتين مؤخرًا في استخدام اليوان الصيني للتجارة، بشكل أساسي مع الصين.

وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد مؤشر على أن هيمنة الدولار يمكن أن تتلاشى في المستقبل المنظور، وذلك ببساطة لأن العملة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي.

ويعتبر الدولار إلى حد بعيد العملة الاحتياطية الأكثر انتشارًا في العالم، وهذا يعني كمية كبيرة من العملات الأجنبية التي تحتفظ بها البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى لاستخدامها في عدة جهات مثل الاستثمارات والمدفوعات، إذ أنه وفي عام 1999، تم الاحتفاظ بأكثر من 70% احتياطيات النقد الأجنبي العالمية بالدولار الأميركي.

لكن هذه النسبة آخذة في الانخفاض خلال الفترة الحالية، إذ انخفضت حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية إلى أقل من 60% في الربع الأخير من عام 2021، حسبما قال صندوق النقد الدولي.

وعلى الرغم أن أغلبية الاحتياطيات ما تزال في يد الدولار، فإن هذا لا يعني أن المنافسين الاستراتيجيين لأميركا، مثل الصين، لن يتوقفوا عن تحدي الهيمنة الأميركية، والتي من الممكن أن تهزها هذه الأصول في الفترة القادمة.

1- بكين تدعم اليوان الصيني

يتم استخدام اليوان الصيني في بعض التجارة مع الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا، إذ أنه أكثر منافسي الدولار شهرة، وذلك مع استمرار محاولات بكين لزيادة التبني الدولي لعملتها منذ سنوات.

في العام الماضي ، كانت الصين تدفع مقابل ما يقرب من جميع وارداتها من النفط الروسي بعملتها الخاصة، وذلك لمواجهة العقوبات ضد موسكو بسبب حرب أوكرانيا.

ومع ذلك ، فإن المناقشة الحالية حول اليوان كعملة احتياطية رئيسية تدور حول التوترات الجيوسياسية والقوة الاقتصادية للصين أكثر من الفائدة الفعلية لليوان كعملة احتياطية.

2- عودة الذهب كمخزن للقيمة

حفز الانخفاض في قيمة بعض عملات الأسواق الناشئة، مثل البيزو الأرجنتيني، هذه الدول على البحث عن أصول بديلة لاحتياطياتها، مثل الذهب والذي يعتبر مخزن طبيعي للقيمة.

حيث اعتمد البنك المركزي في زيمبابوي الذهب لدعم أول بيع لعملته الرقمية، دولار زيمبابوي الرقمي، إذ تريد الدولة تخفيف الطلب على الدولار بعد انخفاض عملتها المحلية الورقية إلى مستويات لا تصدق، والتي كانت غير مرتبطة بالدولار الأمريكي في عام 2019.

وفي الربع الأول من عام 2023، استحوذت البنوك المركزية على 228.4 طنًا من الذهب التي أضيفت إلى الاحتياطيات العالمية، بزيادة قدرها 176% عن العام الماضي، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.

وجاء ذلك في أعقاب عام من عمليات شراء الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية في عام 2022، حيث والتي تجاوزت 1136 طنًا من المعدن الأصفر.

3- العملات المشفرة وحصتها من الكعكة

العملات الرقمية، بما في ذلك الـ Bitcoin، هي فئة أصول أخرى تنافس الدولار على مكانته، ومع إصدار اليوان الصيني في شكل رقمي، ثار جدل حول استبداله بالدولار .

وبخلاف التنافس الجيوسياسي، قد تكون تسوية المدفوعات عبر الحدود باليوان الرقمي أو العملات المشفرة أرخص وأسهل من النظام القائم على الدولار  مما يعزز استخدامه دوليًا.
هذا واعتمدت الدول الناشئة السلفادور وجمهورية إفريقيا الوسطى عملة البتكوين كعملة رسمية، حتى أن السلفادور أضافت البتكوين إلى احتياطياتها الوطنية.

4- اليورو في المركز الثاني

في حين أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حليفان، إلا أنه لم يوقف طموح المفوضية الأوروبية لتعزيز استخدام اليورو في المدفوعات الدولية وتحدي الدولار.
ويتضح هذا من اقتراح في عام 2018 لتعزيز دور اليورو، وذلك بعد أن سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
ولكن اليورو بعيد كل البعد عن تجاوز الدولار كعملة احتياطية للعالم.
إذ تمثل العملة الموحدة 20% من العملات الأجنبية العالمية والديون الدولية، وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية بعد حصة الدولار، وفقًا للبنك المركزي الأوروبي.

5- اللاعب القادم من الخلف.. البريكس

تضغط مجموعة من الدول الناشئة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا تسمى “بريكس” من أجل عملة موحدة، والتي كانت فكرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من يونيو 2022، وبدأ المفهوم يكتسب زخمًا مؤخرًا وسط الجدل حول نزع هيمنة الدولار.
ليس من الواضح تمامًا ما تتصوره دول البريكس لعملتها المشتركة، ولكنها قد تكون منافسة لحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي التي تهيمن عليها الولايات المتحدة  وهي أصل احتياطي دولي قائم على سلة من 5 عملات: الدولار الأميركي واليورو واليوان الصيني والين الياباني والجنيه الإسترليني حسب صندوق النقد الدولي.
وستساعد عملة بريكس الموحدة في تعزيز النفوذ الجيوسياسي لمجموعة الدول الناشئة الكبرى.

التغريدات المثيرة للجدل، الخلاف المحتدم بين الصين وأميركا، وأزمة المصارف الأميركية.. ما رأي إيلون ماسك في كل هذا؟

قال الرئيس التنفيذي لـ Tesla إيلون ماسك لـ CNBC الثلاثاء 16 مايو/آيار إنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفدرالي كان بطيئًا للغاية في زيادة أسعار الفائدة، ومن المحتمل أن يكون خفضها بطيئًا للغاية في الأشهر المقبلة.

ذكر ماسك لـ CNBC: “ما يقلقني بشأن الطريقة التي يتخذ بها الفدرالي القرارات هو أنه يعمل على مدى وقت كبير جدًا”. “الفدرالي كان بطيئًا في رفع أسعار الفائدة، وسيكون بطيئًا في خفضها”.

في 3 مايو/آيار، رفع بنك الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة على الأموال الفدرالية بنسبة 0.25% إلى نطاق يتراوح بين 5% و 5.25%.

كانت هذه هي الزيادة العاشرة في معدل الفائدة الأميركية خلال ما يزيد قليلاً عن عام، لكن مسؤولي الفدرالي ألمحوا أيضًا بشكل مبدئي إلى أنه قد يتوقف عن رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

يقول ماسك إن الأشهر الـ 12 المقبلة ستكون صعبة على Tesla والشركات الأخرى من منظور الاقتصاد الكلي؛ بسبب زيادة أسعار الفائدة التي تقلل من ميزانيات المستهلكين.

أضاف: “رفع الفدرالي للفائدة أشبه بالضغط على مكابح الاقتصاد بصراحة، إنه يجعل الكثير من الأشياء أكثر تكلفة. لذا، إذا كانت مدفوعات السيارة أو الرهن العقاري الخاص بك تستوعب قدرًا أكبر من ميزانيتك الشهرية، فسيكون لديك أموال أقل لشراء أشياء أخرى”.

التغريدات المثيرة للجدل

أكد ماسك أنه لا يهتم إذا كانت تغريداته النارية تخيف المعلنين وتبعدهم بعيدًا عن Twitter، قائلاً: “سأقول ما أريد، وإذا كانت نتيجة ذلك هي خسارة المال، فليكن”.

لسنوات، قام ماسك بنشر تغريدات مثيرة للجدل، بما في ذلك نظريات المؤامرة والتعليقات التي وصفها منتقدوه بأنها تمييزية على نطاق واسع.

منذ أن تولى رئاسة Twitter في الخريف الماضي، شهدت المنصة انخفاضًا حادًا في عائدات الإعلانات. في الأسبوع الماضي، عيّن ماسك رئيسة سابقة للإعلانات في NBCUniversal لتحل محله كرئيسة تنفيذية لـ Twitter، وهي خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها وسيلة لتحفيز الإعلانات في Twitter.

الانتخابات الرئاسية الأميركية

تعليقاً على الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع عقدها عام 2024، قال ماسك لـ CNBC: “نريد رئيساً تنفيذياً جيداً للولايات المتحدة”.

ويعتقد أنه كان هناك بعض التزوير في التصويت في انتخابات عام 2020 التي أسفرت عن فوز الرئيس بايدن، وقال أيضًا إنه صوت لصالح بايدن لكنه ألمح إلى أنه لم يكن سعيدًا باختياره.

القطاع المصرفي الأميركي

عند سؤاله بشأن مدى تسببه في مشكلات للقطاع المصرفي بسبب رغبته في ربط منصة تويتر بخدمات مالية ومصرفية، قال إيلون ماسك لـ CNBC: “لا أريد تعطيل شيء لمجرد الإضرار والتعطيل، الأمر يتلخص في أنه لو كان هناك منتج جيد يسهم في تحسين حياة البشر مثل منصة تويتر، فهذا شئ عظيم، وأظن أن هناك إمكانية لصناعة نظام مالي أعلى كفاءة”.

التوتر بين أميركا والصين

أشار ماسك في تصريحاته لـ CNBC إلى أنه يجب أن يشعر الناس بالقلق من التوتر بين أميركا والصين.

وتأتي التعليقات بعد عام من إعلان الرئيس جو بايدن أن واشنطن ستكون مستعدة للدفاع عن تايوان إذا تعرضت الجزيرة الآسيوية الواقعة قبالة الساحل الصيني للهجوم. تعتقد الصين أن تايوان جزء من أراضيها.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان تحرك الصين للسيطرة على تايوان سيكون أمرًا سيئًا لشركة Tesla أو الشركات الأخرى، قال ماسك: “الاقتصاد الصيني وبقية الاقتصاد العالمي مثل التوائم الملتصقة. سيكون الأمر مثل محاولة فصل التوائم الملتصقة بما تحمله هذه العملية من خطورة. وهو في الواقع أسوأ بالنسبة للعديد من الشركات الأخرى كما هو الحال بالنسبة لـ Tesla. أعني، لست متأكدًا من أين ستحصل على iPhone على سبيل المثال”.

دوره في الشركة المطورة لـ ChatGPT

زعم الرئيس التنفيذي لـ Tesla أنه سبب وجود شركة OpenAI مطورة ChatGPT، مستشهداً باستثماراته السابقة في الشركة، وأن Microsoft تمارس السيطرة على شركة الذكاء الاصطناعي، وهو تأكيد نفاه بشدة ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ Microsoft.

قال ماسك لـ CNBC: “لقد توصلت إلى اختيار اسم الشركة”، مضيفاً أنه كان له دور فعال في توظيف العلماء والمهندسين الرئيسيين في الشركة.

كان ماسك داعمًا مبكرًا للشركة الناشئة العاملة في الذكاء الاصطناعي، وذكرت تقارير إعلامية أنه التزم بتقديم دعم بقيمة مليار دولار قبل انسحابه من الشركة بسبب الخلافات حول سرعة تقدم OpenAI، وقال إنه استثمر في النهاية حوالي 50 مليون دولار.

كما أشار إلى أن OpenAI لم تركز بشكل كافٍ على التطوير الآمن للذكاء الاصطناعي. كان ماسك أحد الموقعين على خطاب مفتوح في مارس/آذار يطالب فيه بوقف تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم أثناء وضع الضمانات، لكنه أخبر CNBC أنه يعلم أن الخطاب من غير المرجح أن يكون مؤثراً.

كيف يرى العمل من المنزل؟

يرى ماسك إن العمل من المنزل خطأ من الناحية الأخلاقية، فهو من بين أكبر داعمي العودة إلى العمل من المكتب.

وقال لـ CNBC: “الأمر ليس مجرد شيء يتعلق بالإنتاجية. أعتقد أنه خطأ من الناحية الأخلاقية.”

ووصف ماسك فئة موظفي الحاسوب المحمول بأنهم يعيشون في عزلة بسبب العمل من المنزل.

مع تباطؤ الإنتاجية على ما يبدو ونمو توقعات المستثمرين، طالب العديد من المديرين التنفيذيين في الشركات بما في ذلك Amazon و Salesforce العمال بالبدء في العودة إلى المكاتب.

آمال انتعاش الأسواق التركية تتبدد بعد أداء أردوغان القوي في انتخابات الرئاسة

 

تبخرت آمال المستثمرين بحدوث انتعاش في الأسواق التركية يوم الاثنين بعد أداء رجب طيب أردوغان القوي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد.

فقد حقق أردوغان، الممسك بزمام السلطة منذ فترة طويلة والميال للصدام والمواجهة، نتيجة أفضل من المتوقع في هذه الجولة، مما يمنحه تقدما مريحا في الجولة الثانية يوم 28 مايو أيار ويُسكت الحديث عن نهاية سنوات بلغ فيها التضخم ذرى قياسية وعصفت بها أزمات العملة المتكررة.

وفي معرض تعليقه على فرص فوز كليتشدار أوغلو، منافس أردوغان، وبالتالي حدوث تغيير جاد في السياسات الاقتصادية، قال كيران كيرتس رئيس ديون العملات المحلية في الأسواق الناشئة لدى أبردن “الأمل مات”.

وأضاف أن من المرجح للغاية أن يتحول مؤيدو المرشح القومي سنان أوغان، الذي حل في المركز الثالث، لدعم أردوغان في جولة الإعادة، الأمر الذي “يعني أن أردوغان سيعود”.

وقال كورتيس “لقد عدنا أدراجنا، وهذا يعني أن احتياطيات العملات الأجنبية ستستمر في التراجع إلى أن يكون لدينا مجموعة من السياسات الاقتصادية المنطقية”.

ومع ذلك، يرى آخرون جانبا إيجابيا في ذلك، إذ بات من غير المحتمل التشكيك في نتائج الانتخابات وحدوث اضطرابات مدنية محتملة. غير أن السؤال الكبير الذي يطل برأسه الآن يتعلق بمصير السياسات الاقتصادية التي أصبحت غير تقليدية على نحو متزايد في عهد أردوغان.

جاء رد الفعل الأولي للسوق على نتائج الانتخابات عنيفا يوم الاثنين، فالليرة التركية انخفضت إلى أدنى مستوى لها في شهرين بينما كان التراجع أشد في أسهم البنوك والسندات الحكومية بالعملة الصعبة.

يقول المحللون إن الليرة تُدار بإحكام حاليا، بعد أن خسرت نحو 95 في المئة من قيمتها مقابل الدولار على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، فيما راح مديرو صناديق الأموال الدولية يبيعون السندات المقومة بالليرة ويقلصون حيازاتهم من الأسهم.

وقالت أوموتوند لاوال رئيسة ديون الشركات في الأسواق الناشئة لدى بارينجز، “من المرجح أن تكون السنوات الخمس المقبلة صعبة للغاية بالنسبة لتركيا”، مشيرة إلى الانقسامات داخل المجتمع وخطر المزيد من التقلبات على الليرة.

وأضافت “هناك خطر يتمثل في أن تلجأ الحكومة إلى إجراءات مثل تقييد معاملات النقد الأجنبي للأفراد أو الشركات أثناء محاولتها السيطرة على سعر الصرف”، مما سيجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للشركات وفق قولها.

*البنوك

قال محللون في جيه بي مورجان إنه بافتراض فوز أردوغان، فإن السياسة المالية التركية ستظل توسعية لأنه يفي بوعوده في الإنفاق على حملته لزيادة الدخل وإعادة بناء البلاد بعد زلزال فبراير شباط.

وفي الفترة السابقة، توقع البنك أن تنخفض العملة التركية إلى 30 ليرة مقابل الدولار ما لم يحدث تحول واضح نحو السياسات التقليدية، لكن محلليه أشاروا إلى أن أسواق “العقود الآجلة للعملات” شهدت تحركات حادة يوم الاثنين.

ومع استمرار التضخم فوق 40 في المئة، كان من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة التركية من 30 إلى 40 بالمئة أو حتى 50 بالمئة من مستواها الحالي البالغ 8.5 بالمئة لو فاز تحالف المعارضة. لكن لم يعد ذلك مطروحا الآن.

وقال بنك جيه بي مورجان “استمرار السياسات من شأنه أن يحد من تقلبات النقد الأجنبي”، إذ سيبحث فريق أردوغان الاقتصادي عن التقليل من التغييرات وتقلبات العملات الأجنبية.

وعلى الرغم من أن فترة العطلة الصيفية غالبا ما تخفف الضغط على الليرة عندما يجلب السائحون اليورو والدولار والجنيهات الإسترلينية، قال روب دريكونينجن، الرئيس المشارك لديون الأسواق الناشئة في نويبيرجر بيرمان، إن السؤال هو ما سيحدث على المدى الطويل.

فإذا بدأ الأتراك في سحب الأموال، وخاصة المدخرات الدولارية، فإن البنوك قد تعرض قدرة الحكومة على سداد الديون للخطر مرة أخرى، غير أن ذلك سيمثل فقدانا كبيرا للسيطرة.

 

وبينما يزيد اقتراض تركيا، لا يزال لديها مستوى منخفض نسبيا من الديون كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من أن ذلك سيتغير سريعا في حالة حدوث أزمة مكتملة الأركان.

قال دريكونينجن “شهدنا هذا الوضع منذ عامين… هذه هي الحقيقة، فلا أحد لديه فكرة جيدة عما يمكن أن يؤدي إلى أزمة حقيقية.”

مارك جونز

ماذا لو تخلفت أميركا عن سداد ديونها؟

بدأ العد العكسي في أميركا لعملية تخلف محتملة عن سداد الديون.

جانيت يلين وزيرة الخزانة تواظب على إصدار تصريحات متكررة كل يومين تقريباً وتحمل رسالة واحدة: “أميركا قد تتخلف عن سداد الديون اعتباراً من يونيو حزيران المقبل”.

وكانت أميركا قد وصلت إلى سقف الدين في يناير كانون الثاني عند مستويات 31.4 تريليون دولار، وبدأت وزارة الخزانة بعد ذلك في تطبيق إجراءات استثنائية.

وحذرت الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفدرالي من كارثة اقتصادية إذا فشل الكونغرس في رفع سقف الدين، مع توقعات باستنفاد التدابير الاستثنائية بعد أسبوعين من الآن.

وأكدت يلين على أن المساس بالتصنيف الائتماني لأميركا أو التخلف عن السداد سيكون له تأثير سلبي على الدولار كعملة احتياطي.

ومما يزيد من قتامة آفاق التوقعات هو إخفاق الكونغرس في التوصل لاتفاق حول سقف الدين، إذ تأجل اجتماع كان مقرراً لمناقشة تلك المسألة نهاية الأسبوع الماضي بين بايدن وكبار قادة الكونغرس إلى مطلع هذا الأسبوع.

وفي ظل تلك الأوضاع ووسط تحذيرات يلين من أن الإخفاق في الوفاء بالتزامات الحكومة سيتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه بالنسبة للاقتصاد الأميركي وحياة جميع الأميركيين وكذلك للاستقرار المالي العالمي..ماذا سيحدث إذا تخلفت أميركا بالفعل عن سداد ديونها؟

كانت المرة الأخيرة التي وصلت فيها الولايات المتحدة إلى سقف الدين عام 2011 وتسبب ذلك في هزة للأسواق وتحديداً الأسهم، كما أثر على مدخرات التقاعد.

وكانت تلك هي أول مرة تشهد فيها أميركا خفضاً لتصنيفها الائتماني.

وعلى الرغم من نجاح الحكومة في تجنب التخلف عن السداد، وجدت الوزارة أن التأخير في رفع السقف أضر بالاقتصاد واستغرقت الأزمة أشهر للتعافي.

هروب السيولة لأسواق أجنبية..واهتزاز الأسواق العالمية

قد يدفع ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد (كما هو الوضع حالياً) بعض المستثمرين لنقل أموالهم نحو أسهم وسندات الحكومات الأجنبية.

وكان Goldman Sachs قد كشف أن مؤشر S&P500  تراجع بنحو 15% خلال أزمة 2011.

ومن المرجح ألا يقتصر الأمر فقط على السوق الأميركي، فتخلف أميركا عن سداد الديون سيرسل موجات صدمة نحو الأسواق المالية العالمية، إذ سيفقد المستثمرون الثقة في قدرة أميركا على سداد سنداتها التي ينظر إليها على أنها أكثر الاستثمارات أماناً.

وقال ديفيد كيلي كبير الاستراتيجين العالميين لدى J.P. Morgan Asset Management  في تصريحات نقلتها رويترز، إن تلك الأزمة قد تتسبب في بعض الندوب الدائمة بما في ذلك زيادة دائمة في تكلفة تمويل الديون الفدرالية.

فيما صرح جيمي ديمون رئيس JPMorgan بأن الأسواق ستصاب بالذعر مع اقتراب أميركا من التخلف عن سداد ديونها السيادية.

وأضاف: كلما اقتربت من ذلك، ستشعر بالذعر في صورة تقلبات سوق الأسهم والاضطراب في سندات الخزانة”.

ومن المتوقع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية لتعويض المخاطر المتزايدة والمتمثلة في عدم حصول حاملي السندات على الأموال المستحقة من الحكومة.

كما ستواجه العائلات والشركات أيضا وقتاً أكثر صعوبة للحصول على الموافقة على خطوط الائتمان إذ سيتعين على البنوك أن تكون أكثر انتقائية بشأن من تقرض الأموال.

عشرات الملايين سيتضرروا بطرق مختلفة..

تخلف أميركا المحتمل عن سداد ديونها قد يؤدي إلى تسريح الملايين من الموظفين عن عملهم.

كما قد يؤدي إلى وضع حداً مؤقتاً لعملية استرداد الضرائب والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.

ويتلقى حوالي 66 مليون متقاعد وعامل معاق وآخريين استحقاقات الضمان الاجتماعي الشهري، وستتأخر تلك المدفوعات في حالة أن لم يكن لدى وزارة الخزانة الأموال الكافية والتي تقدر بـ25 مليار دولار في الأسبوع.

ومن المتوقع تفشي تلك التأخيرات في المدفوعات في الاقتصاد إذ سيصبح لدى المستهلكين أموالاً أقل لإنفاقها وستتزعزع ثقتهم.

كما من المحتمل أن تنقطع الطوابع الغذائية وإعانات البطالة.

ركود اقتصادي وانهيار ثروات الأسر

كشفت تقديرات لـMoody’s  أن الأسهم قد تفقد نحو ثلث قيمتها مما قد يمحو 12 تريليون دولار من ثروة الأسر.

أما التأثير الأوسع نطاقاً فهو ركود سيشمل الاقتصاد العالمي وخسائر حادة في الوظائف.

وأكدت يلين على أن التخلف عن سداد الديون قد يهدد المكاسب المحققة خلال فترة التعافي من وباء كورونا.

وبحسب سيناريو لـMoody’s   يشمل تخلف أميركا عن سداد ديونها لعدة أشهر، فإنه من الممكن أن يفقد 7.4 مليون شخص وظيفتهم، فيما قد يؤدي لانكماش الاقتصاد بنسبة تتجاوز 4%.

ارتفاع حاد في تكاليف الإسكان

وكما قالت يلين من قبل، فإن سوق الإسكان لن يسلم من الكارثة الاقتصادية لتخلف الحكومة الأميركية عن سداد الديون.

ووفقاً لتقديرات Zillow فإن تكاليف الإسكان قد تقفز 22%، فيما ستنخفض مبيعات المنازل القائمة بنحو 23%.

إلى أي مدى سيستمر الضرر؟

ستعتمد المدة الزمنية للأضرار التي ستنجم عن تخلف أميركا عن سداد الديون على مدة استمرار الأزمة.

ففي حالة تخلف أميركا عن سداد الديون لمدة أسبوع، سيفقد حوالي مليون شخص وظيفته، وسيتضرر القطاع المالي بشدة وسط انخفاض متوقع لسوق الأسهم.

وبحسب تقديرات لـMoody’s، فإن معدل البطالة قد يقفز لـ5%، وسينكمش الاقتصاد بنحو نصف بالمائة.

أما في حالة استمرار الأزمة لمدة 6 أسابيع، سيفقد أكثر من 7 ملايين شخص وظيفتهم وسيرتفع معدل البطالة أعلى مستويات 8% وسط انكماش الاقتصاد بأكثر من 4.%

نهى النحاس

“الفترة الاستثنائية” للاقتصاد الأميركي تقترب من نهايتها

في ظل التوقعات الاقتصادية المتضاربة التي يعيشها العالم، يحظى الاجتماع السنوي لمجلس إدارة Berkshire Hathaway بمتابعة كبار المستثمرين خاصة مع ترؤس وارن بافيت وشريكه تشارلي منغر. الاجتماع الأخير أسفر عن تصريحات عدة من الطرفين وحظيت باهتمام كبير خاصة لاعتبار بعضها بالمفاجئة من بافيت.

أهمية وارن بافيت للأسواق تأتي من اعتباره أحد أبرز أساطير الاستثمار في العالم حيث يراه البعض قدوة في بناء استراتيجية الاستثمار الخاصة بهم والبعض يصنف تأدية شركته Berkshire Hathaway كمؤشر لصحة الاقتصاد الأميركي.

لا شيء مؤكد!

قد تكون تصريحات بافت الأخيرة غير تقليدية باعتبارها متشائمة حيال الاقتصاد الأميركي خلال العام على عكس العادة، فالمستثمر البالغ من العمر 92 عاماً يتوقع أن تشهد أعمال شركاتها بشكل شبه جماعي انخفاضاً في أنشطتها وأرباحها هذا العام بسبب انتهاء “الفترة الاستثنائية” من الإنفاق المفرط.

“لا شيء مؤكد غدًا، ولا شيء مؤكد في العام المقبل، ولا شيء مؤكد على الإطلاق سواء في الأسواق أو في توقعات الأعمال، أو في أي شيء آخر” هكذا كانت تصريحات بافت حول التوقعات المستقبلية الأمر الذي يفسر مصطلح “الضبابية” لا شيء مضمون.

شريك بافت وصديقه “مانغر” والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة Berkshire Hathaway تتماشى تصريحاته هي الأخرى مع بافت، حيث يرى المستثمر البالغ من العمر 99 عاماً إن البيئة الاقتصادية الحالية أكثر صعوبة للاستثمار في الشركات ذات القيمة.

ما يفسر ما يدور في ذهن بافيت ومانغر كان واضحاً من بيانات Berkshire Hathaway، فالشركة قامت بالتخارج بما يصل إلى 13.2 مليار دولار من أسهم متنوعة تتضمن بنوك وشركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية، فيما قامت الشركة بشراء أسهم تصل قيمتها فقط إلى 2.8 مليار دولار.

وبعد سلسلة متواصلة من زيادة حصته في Occidental Petroleum، أكد بافيت أن Berkshire لن تقوم بالسيطرة الكاملة على أسهم الشركة.

أما Apple فيبدو أنها أصبح لها مكانة خاصة عند بافت واصفاً إياها بأنها أحد أفضل الأعمال التي تمتلكها Berkshire.

أزمة البنوك كانت لتكون “كارثية”

وتعليقاً على أزمة البنوك، بافت أشار إلى أنه في حال لم تتدخل السلطات التنظيمية الأميركية لحماية أموال المودعين في مارس عند انهيار SVB فكانت النتائج ستكون “كارثية” حيث يرى من طرفه أن قرار تدخل وزارة الخزانة والفدرالي ومؤسسة التأمين على الودائع كان أمراً أساسياً مضيفاً أن ما حصل يعود لقرارات المدراء الخاطئة في البنوك واستغلال التشريعات والتي يجب أن يتم معاقبتهم عليها، وحذر بافت من أن أزمات القطاع المصرفي في أميركا قد تستمر إلا أن ذلك لن يكون مصدر قلق للمودعين.

وفيما يخص ملف الذكاء الاصطناعي، يرى بافيت من جهته أن التقنية يمكنها أن تساعد في عدة أمور إلا أن لديها حدود ولن تتمكن مثلاً من اختيار الأسهم التي على المستثمر شراؤها.

وعلى الصعيد الأخر مانغر، فقد قال عن مستقبل الذكاء الاصطناعي بأنه سيساهم في تسريع تحول العديد من الصناعات إلا أنه شدد على أن “الذكاء القديم يعمل بشكل جيد” الأمر الذي شاركه بافيت في وجهة النظر، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيتغلب على الذكاء البشري.

الصين Vs أميركا

التوترات الجيوسياسية بين أميركا والصين كان لها حصة هي الأخرى، بافت عقب على الموضوع بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على المنافسة ولكن يجب التحكم بالأسلوب لتجنب أي ردود فعل قوية من الطرف الأخر، مانغر كانت لهجته شديدة مستخدماً مصطلح “غبي” حول الصراع الأميركي الصيني حيث يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تتوافق مع الصين.

وعلى الرغم من تصاعد الأخبار وتحركات الدول من أجل الابتعاد عن الدولار إلا أن بافت يرى بإنه من غير المرجح أن يتم التخلي عن الدولار الأميركي كعملة احتياطية حتى وسط مخاوف بشأن أزمة سقف الدين مضيفاً “لا أرى أي خيار لأية عملة أخرى لتكون العملة الاحتياطية.”

وانتقالاً إلى عالم العملات المشفرة والتي يعرف بافيت بأنه أحد المعارضين لهذا القطاع، أشار رئيس مجلس إدارة Berkshire إنه من “المضحك” التفكير في أن تحل “الرموز” بالإشارة إلى العملات المشفرة كعملة احتياطية للعالم حيث صرح بافت بأنه ربما يفقد الناس الثقة في الدولار، لكن هذا لن يعطي عملة البتكوين فرصة للتألق.

في ظل عدم اليقين الذي يسود الأسواق، راقب المستثمرون الاجتماع السنوي لبافيت ومانغر على أمل الحصول على تطمينات أو إرشادات مستقبلية فكان ملخص هذا الاجتماع نظرة متشائمة بعض الشيء لأعمال Berkshire Hathaway وللاقتصاد الأميركي، وأن أزمة البنوك قد تستمر، وملف التوترات الجيوسياسية بين الصين وأميركا ليس بالأمر الجيد، Apple أحد أفضل الأعمال للشركة، الدولار سيبقى العملة الاحتياطية، البتكوين ليس لها أهمية وأخيراً الذكاء الاصطناعي لن يتفوق على البشر.

سند عليا

وارن بافيت يرسم صورة قاتمة عن مستقبل الاقتصاد.. إليك أبرز ما قاله

لا يبدو وارن بافيت، الذي يُنظر إلى مجموعته Berkshire Hathaway على أنها مقياس لصحة الاقتصاد الأمريكي، متفائلًا جدًا بشأن المستقبل القريب.

يعتقد “حكيم أوماها” أن “الفترة الاستثنائية” للإنفاق المفرط التي تلت فترة الحجر الصحي، قد انتهت.

وتواجه العديد من أنشطة بافيت التجارية تراكمًا في المخزون سيحتاج إلى التخلص منه من خلال رفع المبيعات.

وقال المستثمر المخضرم “إنه مناخ مختلف عما كان عليه قبل ستة أشهر. وقد تفاجأ عدد من مديرينا” وأضاف “كان لدى بعضهم مخزون كبير جدًا عند الطلب، ثم فجأة تم تسليمه، ولم يكن الناس في نفس الحالة الذهنية كما في السابق. الآن سنبدأ في تنظيم خصومات عندما لم نكن بحاجة إلى خصومات من قبل “.

تمتلك Berkshire مجموعة متنوعة من الشركات التابعة، من Borsheims Fine Jewelry and sportswear Brooks Running، إلى Duracell، See’s Candies، Dairy Queen، شركة الملابس Fruit of the Loom، بالإضافة إلىNebraska Furniture Mart.

يتطلع المستثمرون دائمًا إلى بافيت للحصول على رؤى اقتصادية لأن أعماله التي لا تعد ولا تحصى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإنفاق والطلب العام.

ويملك بافيت البالغ من العمر 92 عامًا سكة حديد BNSF، والتي تمنحه رؤية شاملة لقطاع البضائع التي يتم شحنها في جميع أنحاء البلاد، وعملياته الهامة في مجال الطاقة، والتي يمكن أن تقدم أيضًا أدلة على مستوى النشاط الاقتصادي.

انتهى وقت “المبالغة”

قال بافيت إن أعماله مرت بفترة “مبالغة” عندما تمادى المستهلكون في الإنفاق، مما دفع العديد من المديرين في الشركات التابعة له إلى المبالغة في تقدير الطلب على منتجات معينة.

“كان الأمر مجرد عملية توصيل للبضائع، كان الناس يشترون، ولم ينتظروا فترة التخفيضات” يقول بافيت قبل أن يضيف “إذا لم تتمكن من بيع منتج ما لهم، كانوا سيعوضونه بشيئ آخر في سلة مشترياتهم”.

وأشار أيقونة الاستثمار إلى أنه يتوقع أن يشهد انخفاضًا في أرباح العديد من أعماله في ضوء التباطؤ الاقتصادي.

وقال إنه يتوقع أن تحقق أعماله هذا العام إيرادات أقل من العام الماضي.

ومع ذلك ، يعتقد بافيت أن بيركشاير في وضع جيد من حيث دخلها الاستثماري حيث أن أسعار الفائدة المرتفعة تكسب المجموعة الكبيرة عائدات كبيرة. ومع متم الربع الأول من العام 2023، كانت بيركشاير تمتلك حوالي 130 مليار دولار على نقدًا وأذون خزانة.

وحققت بيركشاير أداءً جيدًا حتى الآن على الرغم من البيئة الكلية الصعبة حيث قفزت أرباح التشغيل بنسبة 12.6% في الربع الأول. وكان الأداء القوي مدفوعًا بانتعاش أعمال التأمين للمجموعة. كما ارتفعت الأرباح الإجمالية بشكل حاد بفضل مكاسب محفظة الأسهم الخاصة بها، بقيادة شركة آبل.

وقال بافيت: “لا شيء مؤكد غدًا، ولا شيء مؤكد في العام المقبل، ولا شيء مؤكد على الإطلاق، سواء في الأسواق أو في توقعات الأعمال، أو في أي شيء آخر”.