غلطان يا معاند بَحر

غلطان يا معاند بَحر13th October 2004

 

بالمصادفة مّرَ صديقنا خالد في 11\2\ 2004على موقع أراب اون لاين بروكرز ، كان يتمنى دائما أن يُتاجر بالعملات عن طريق الانترنيت لأنه قد سئم التعامل بالطريقة التقليدية مع البنوك لما فيه من تجاوزات كثيرة بحق المضارب، بسرعة البرق طلب استمارة الانضمام إلى هذه الخدمة التي طالما حَلُمَ بها، استقبلَ الاستمارة، دوّن المعلومات ، أرسَلها بالفاكس اتصلَ بسرعة ( أرسلوا لي رقم الحساب لأقوم بالتحويل بسرعة أريد أن اعمل أريد أن احقق رغبتي الموجودة بداخلي منذ 10 سنوات…….. ) .

 

استلم صاحبنا رقم الحساب وهرولَ إلى البنك صباحا ليودع 5000 دولار ليبدأ العمل،  في هذه الأثناء كان يتصل بشكل متكرر للسؤال عن وصول الحوالة.

 

أثناء تصَفح الموقع لاحظ وجود عنوان الترايدر بالمسينجر وتسأل هل احتاج إلى الاتصال بالتريدر ؟ (لااظن انني سأحتاجه إذا طلع السوق بيع وإذا نزل السوق شراء !!! الأمر ابسط مما يسوق له هؤلاء ، هم هكذا دائما أهل البورصة يضخمون الأمور وكأن الوضع يحتاج إلى مُرشد ) .

 

جاء البريد الأول ليبشر صاحبنا بوصول الحوالة، وماهي إلا لحظات دخل بعدها في خضم البحر الهادر يشتري هنا و يبيع هناك ويوجه أسئلته للترايدر هل اشتري هنا ؟ هل أبيع هنا ؟ كم ممكن يوصل الين؟ كيف شايف الاسترليني ؟ هل اشتري بالحساب كاملا ؟ هل …………… ؟

 

جاءه رد الترايدر أن هذا ليس بأسلوب عمل للبورصة فهي تحتاج إلى هدوء وترقب وبحث عن الفرصة المناسبة للدخول وانك بهذه الطريقة سنفقدك قريباً. تعجّب خالد وقال في نفسه ( ما أسوا حظي رماني القدر عند حذر ومتردد، هذا السوق لا يعرف الجبن والحذر يحتاج المغامرين، مقاومة ، دعم ، شارت ، كله كلام فاضي ، فلا نامت أعين الجبناء )….

 

في أول يوم وضع خالد الإسترليني فوق الين والدولار بجوار الفرنك واليورو مع الكندي والاسترالي تحت النيوزلندي يعني باختصار متناقضات جَمَعَها في سلة واحدة….

 

شاءت قدرة المولى عز وجل أن يأتي السوق في تلك الليلة من نصيب خالد فاستيقظ صباحا ليجد أل 5000 دولار أصبحت امامه على الشاشة 12542 دولار !!!!!!!!!

 

جنَّ جنونه ( هذه البيضة التي تبيض ذهباً أين أنا من هذا الكنز كم كنت مغفلا طوال هذه السنين، يجب أن أعوض كل مافاتني بالحياة، 7542 دولار في اليوم يعني 37710 بالأسبوع تصبح 150840 شهريا وبذلك أكون حققت 1810080 دولار سنويا أكثر من مليون وثمانمائة ألف دولار ؟؟؟؟؟؟ )

تسأل بنفسه ( لماذا الترايدر يوبخني على طريقة عملي بالسوق أنا حققت 7542 في 24ساعة )، قال في نفسه ( يبدو أن الترايدر أصابته بيروقراطية العمل الرسمي التي تجعل الإنسان مقيدا حتى في تفكيرة ! هو خائف ربما لا يعشق المغامرات ربما  حذر لأسباب شخصية ؟ )

 

في اليوم الثاني بدأت شمس الحقيقة تظهر وماهي إلا لحظات ويبدأ مسلسل الخسائر يتوالى على صاحبنا حتى أصبح في كل يوم يربح 10000 دولار يخسر في اليوم التالي 15000 دولار وكان لصاحبنا زيارة كل أسبوع لبنكه لإرسال حواله لزيادة الرصيد عل وعسى أن يبعد عنه شبح المارجن كول.

 

كل حوالة تأتي من صاحبنا يربح بعدها بأيام ربحا خياليا ما يلبث أن يقذف به في ثواني بسبب كثرة العقود وبسبب جهله بالسوق، كان الترايدر يحاول كثيرا في تأديب سلوكه بالعمل وكان ينصاع ليوم ويتجاوز ذلك بالأيام الأربعة الباقية من كل أسبوع، كان يبحث عن الانتقام من السوق فيجد أن السوق يزيد من جراحه وينتقم منه أكثر وأكثر….

 

ضل صاحبنا على هذه الحال حتى خسر 47843 دولار من ماله بالإضافة إلى ما يقارب أل 75000 دولار التي ربحها من السوق………………………….

أحس خالد بمرارة الفشل مع خسارة المال، فالفشل أصعب من خسارة المال لأنك إذا وضعت في عقلك الباطني انك فاشل فان ذلك سينقلب على جميع جوانب حياتك وسيطاردك الفشل حتى يصبح جزءاً من حياتك .

 

من أخطاء طريقة عمله وصوله إلى حد الرصيد ( المارجن كول ) ، العقود الكثيرة، الشراء بمواقع خطيرة جدا، تحدي اتجاه السوق، عدم قبول آراء المحللين والعارفين، الجمع بين متناقضين، عدم استخدام وقف الخسارة ،،،،،،،،،،،،،،

 

صاحبنا ألان مصاب بذهول ليس من خسارة المال ولكن من طريقة خسارته وبدأ المحاولة في اعادة التوازن إلى عمله بمساعدة الترايدر وهو الان يسعى لان يحقق طريقة متزنة للعمل بدأً من 1\10\2004 وقال لي أريدك بعد نهاية شهر 7 أن تنقل تجربتي الحقيقية في هذا السوق وقتها سأخبرك بطريقة عملي المربحة لتخبرها لأصدقائك.

خالد طلب مني نقل هذه التجربة نقلتها بأمانة….. وغلطان يا معاند بحر

4\10\2004