تواصل سادة البنوك المركزية تحدد وجهات السوق. الذهب مستفيد ايضا من تراجع الدولار؟

الآمال التي عُقدت امس الاثنين على تواصل وتنسيق بين البنوك العالمية الكبرى لمواجهة كورونا بخطة موحدة ساعدت الاسواق على الانتعاش وتحقيق استقرار نسبي حتى الان. وول ستريت انهى يومه الاول من الشهر في اللون الاخضر وحذت الاسواق الاوروبية اليوم الثلاثاء حذوه ايضا فس ساعتها الاولى . ما اذا كانت هذه الحركة ثابتة وقادرة على الصمود لا بد من الانتظار والترقب لمجريات الامور وتطور الجبهة بين الفيروس والقوى المحاربة له على المستوى العالمي.

اوروبيا اليورو يرتفع مقابل الدولار مستفيدا من ضعف الاخير بفعل احتمالات تخفيض الفائدة الاميركية. هذا يمكن اعتباره حاليا عاملا مواجها وحادا لارتفاعات سوق الاسهم الاوروبي.

اليوم الثلاثاء الين الياباني عاود الارتفاع من حيث كونه  ملاذا آمنا مقابل الدولار، في الوقت الذي قلصت فيه السوق من آمال تبني اجراءات تيسير نقدي عالمية في ظل مخاوف بشان مداها وفعاليتها في مواجهة الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

ويعقد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مؤتمرا عبر الهاتف في وقت لاحق اليوم لبحث تدابير للتعامل مع التفشي وتداعياته المتنامية على الاقتصاد. هذا ولا بد من ترقب الحدث ومتابعته.

يأتي المؤتمر، والذي قالت مصادر فرنسية وإيطالية إنه سيبدأ في الساعة 1200 بتوقيت جرينتش، في الوقت الذي تراهن فيه الأسواق بالفعل على أن الفدرالي الاميركي  سيقود جولة من التيسير النقدي العالمي. وانخفض الدولار بفعل هذه الرهانات  0.5 بالمئة إلى 107.80 ين وتراجع مقابل الفرنك السويسري إلى 0.9576 فرنك بعدما ذكرت رويترز نقلا عن مسؤول في مجموعة السبع لم تنشر اسمه أن مسودة بيان للمجموعة لا تحوي تعهدات مالية أو نقدية جديدة.

وتعرُّض الدولار لضغوط كبيرة يأتي نظرا لوجود مساحة أكبر لتحرك من جانب الولايات المتحدة تخفيضا للفائدة ، حيث يبلغ سعر الفائدة القياسي لمجلس الاحتياطي بين 1.5 و1.75 بالمئة مقابل الصفر في أوروبا.

وقفز الدولار الأسترالي لفترة وجيزة فقط بعد أن خفض بنك الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعا وليس أكثر، وهو ما كانت الأسواق تضعه في الحسبان كاحتمال.

لكنه عاود التراجع ليجري تداوله عند ما يزيد قليلا عن مستوى سجل فيه استقرارا عند 0.6549 دولار. كما تخلى الدولار النيوزيلندي عن مكاسبه خلال التعاملات ليستقر عند 0.6261 دولار أمريكي.

وماذا عن الذهب؟

ارتفعت الأسعار يوم الثلاثاء مع تنامي التوقعات بشأن تيسير بنوك مركزية كبرى للسياسات النقدية للحد من الآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا.

وعول المتعاملون في الأسواق يوم الاثنين على رهانات بأن يطبق الفدرالي الأمريكي سياسات تحفيزية قوية اعتبارا من الشهر الجاري وسط تنامي المخاوف من الأثر الاقتصادي لتفشي المرض.

ومن المعلوم ان أسعار الفائدة المنخفضة تُقلص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا ما يساعد على ارتفاع اسعاره.

ومن الملاحظ إن الذهب يتبع حركة الأسهم حاليا في الوقت الذي يعيد فيه المستثمرون تكوين مراكز بعد تسييلها لتغطية مراكز شراء بالهامش في أصول أخرى اضافة الى أن انخفاض عائدات أدوات الخزانة الأمريكية يدعم أيضا أسعار المعدن الأصفر.

واخيرا يمكن الملاحظة ان تطور الامور مرهون بالكامل بالتطورات القادمة ان على جبهة الفيروس المشتعلة عالميا او من حيث ارادة سادة البنوك المركزية للتصدي والوسيلة الممكن استعمالها.