كان الاعتقاد سائدا ان اليورو لن يحقق هذا الاسبوع قمة جديدة قبل صدور بيانات سوق العمل الاميركي اليوم الجمعة ال 13:30 جمت.. هكذا كان الظن والرهان ولكن السوق فعلها وحققت العملة الاميركية قمة جديدة لهذا العام متخطية مقاومة بالغة الاهمية ومسجلة اسعارا قاربت ال 1.1300 دولار لليورو الواحد.
انطلاقة الحركة الصعودية لم تجئ تصحيحا للتراجع الحاد الذي جاوز ال 1.0800 فقط، ولكنه جاء ايضا وايضا بفعل مستجد طارئ بالغ الاهمية فاجأ به الفدرالي الاميركي الاسواق اذ عمد الى تخفيض الفائدة في موعد استثنائي خارج السياق العام، وجاء التخفيض باكثر من كل الرهانات على 0.5% للمرة الاولى منذ سنوات عدة. انه كورونا اذا وبفعل طارئ فاجأ الجميع وفرض معادلة جديدة.
الارتفاع الحالي غير متناسب مع الرهانات على بيانات جيدة لسوق العمل الاميركي وهي رهانات متناسقة مع نتائج تقرير ال ADP الذي صدر يوم الاربعاء على نتيجة مُرضية ومع نتائج التوظيف بحسب احصاءات ال ” اي اس ام ” لقطاعات الخدمات والتصنيع ايضا. هو غير متسق مع هذه النتائج الجيدة التي من المفترض ان تدعم الدولار، ولكنه متسق مع التحليلات على ان الاقتصاد الاميركي بقوته الحالية لن يكون قادرا على النجاة من ازمة الاقتصاد العالمي المازوم بفعل تهديد فيروس كورونا.
من هنا فان الاسواق قرأت جيدا خطوة الفدرالي على انها تحسس مبكر بخطر كبير قادم، وعلى انها خطور اولى لا بد ان تتبعها اخرى او اخريات. واضف الى ذلك بان الرئيس الاميركي غرد اليوم معترفا ان الاقتصاد الاميركي سيتأثر هو ايضا بهذا الخطر المستجد.
تقديرات السوق الان لبيانات سوق العمل هي حول ال 175 الف فرصة عمل مستحدثة في فبراير الماضي وبطالة على ال 3.6% ونمو للاجور بنسبة 0.3%.
ما نخشاه الان هو امكانية تجاهل السوق لبيانات ايجابية وعدم التفاعل معها بالقدر الكافي ان هي تحققت. تجاهل يكون مستندا الى الاعتقاد المبرر بان ما هو جيد الان لن يبقى جيدا بعد تبيان حقائق مخفية حول تاثيرات معضلة كورونا على الاقتصاد.
ماذا في التوقعات اذا؟
التوقعات ترجح باتجاه تقرير ايجابي لسوق العمل يجاوز التوقعات بعدد فرص العمل المستحدثة.
امكانية ان يكون الدولار قادرا على استعادة المبادرة بقوة، نراها محدودة، ومن الممكن ان تقتصر ردة الفعل بهذه الحالة على حركة شراء مؤقتة للعملة الاميركية يصار بعدها الى انتظار معطيات جديدة خارج اطار التوظيف والبطالة ومحصورة بتاثيرات ال كورونا سيء الذكر.
اشارة الى اهمية خط الدفاع المستجد لليورو الان على ال 1.1250.
ال1.1285/1300 محطة مقاومة بالمواجهة وتجاوزها يعني ان استهداف ال 1.1395/1420 بات ممكنا.
اخيرا لا بد من الملاحظة بان كل هذا يأتي في وقت لا يبدو أن احدا على الساحة الاوروبية يريد ان يغامر بشراء الاسهم التي تتراجع بحدة، وذلك خشية من توسع تاثير ازمة كورونا الذي توسع من ايطاليا ويبدو انه يتمدد بسرعة في المانيا. ارتفاع اليورو الان يزيد الطين بلة ويضغط على اسعار الاسهم الاوروبية اكثر فاكثر.