البنك المركزي البريطاني حذا صباح اليوم حذو الفدرالي الاميركي وخفض الفائدة على السترليني بنسبة 50 نقطة مئوية فبلغت 0.52%. الخطوة جاءت ايضا مفاجئة ومستبقة للاجتماع القادم للمركزي المقرر في 26 مارس الجاري.
الخطوة هذه دفعت بمواعيد البيانات الاقتصادية التي ستصدر الى المرتبة الثانية من حيث امكانية التاثير على السوق. ومن جهة اخرى فهي جعلت السوق يركز مجددا على خطورة الاوضاع التي تدفع باتجاه مثل هذه القرارات.
رئيس المركزي مارك كارني قال ان الخطوة جاءت بفعل المخاطر التي يرتبها تفشي فيروس كورونا على الاقتصاد وان خطوات اخرى قد تتبعها ولكن دون ان تنخفض الفائدة دون الصفر. عن مستقبل الاقتصاد قال ان التاثير عليه سيكون كبيرا ولكنه لن يكون الا مؤقتا فقط.
الان بات هامش المناورة امام المركزي محدودا حيث ان الفائدة اقتربت من الصفر. خطوة تالية او خطوتان محدودتان يمكن تصورهما وبعدها لا بد من اللجوء الى التيسير الكمي ان بدت الامور الى تعقيدات متزايدة. بهذه الحالة فان السترليني سيكون امام تراجعات مؤكدة يصعب التنبؤ بمداها من الان.
السترليني تراجع اثر الاعلان عن الخطوة ولكنه سرعان ما عاود الانتعاش. الان يمكن القول ان ارتفاعات اضافية باتت صعبة وال 1.3200 التي تم مقاسها باتت تشكل حاجز مقاومة صلب للغاية. كدفاع سفلي يمكن الاتكال على ال 1.2800 كمحطة صلبة ايضا. كسر هذا المستوى ان حدث سيجعل من ال 1.2600 هدفا.
من جهته البنك المركزي الاوروبي الذي سيجتمع يوم غد الخميس هو الان تحت المراقبة. رئيسته كريستين لاجارد قالت مساء الثلاثاء في اجتماع عبر الهاتف مع الرؤساء الاوروبيين ان المركزي ينظر في مسالة توفير قروض ميسرة لدعم الاقتصاد نظرا لكون الهامش لديه لتخفيض الفائدة بات معدوما مع فائدة تتواجد على الصفر حاليا. هل تكون اجراءات يوم غد من القوة بحيث تؤثر على اليورو فيعاود التراجع؟ ام تراها ستكون محدودة فيتابع ارتفاعاته على غرار ما حدث بعد صدور بيانات سوق العمل الاميركي نهاية الاسبوع الماضي؟