سلاح سويفت النووي

«دماء الأوكرانيين الأبرياء تلطخ أيدي من يشككون في حتمية طرد روسيا من شبكة سويفت»، هذه هي كلمات الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) والتي غرد بها على موقع تويتر. حاول الرئيس الأوكراني المنكوب باجتياح روسيا لبلده أن يضغط على المجتمع الدولي بشكل عام وعلى الدول الغربية تحديدا لإبعاد روسيا من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف والمعروفة باسم (سويفت)، والتي توفر للبنوك مراسلات آمنة ومنخفضة التكلفة. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها العالم الغربي بـ«تسليح التمويل»، والضغط على الدول المناهضة لسياساته باستخدام النظام المالي العالمي، فقد سبق له القيام بذلك مع كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا، ولكنه لم يقم بذلك قط مع دولة من مجموعة العشرين بحجم وإمكانيات روسيا.
وقبل الخوض في تبعات إبعاد روسيا من سويفت، يجب النظر في ماهية شبكة سويفت وهي المؤسسة في بروكسل ببلجيكا سنة 1973، والتي تعرف نفسها بأنها (مجموعة تعاونية محايدة، تم إنشاؤها وتشغيلها لتحقيق منفعة جماعية لمجتمعها المكون من 11 ألف مؤسسة من 200 دولة). وبعيدا عن وصفها بالحيادية وهو أمر قابل للأخذ والرد، فإن لسويفت دورا رائدا في القطاع المالي، فمنذ السبعينات الميلادية أصبحت بديلا لخدمة (التيليكس) في إرسال الرسائل وأوامر الدفع بين أطراف الحوالات المالية. ويقوم نظامها بمطابقة الأوامر بين الجهات المتداخلة بالعمليات لمصادقتها وتسويتها بين الأطراف المشتركة.
وتعتمد روسيا على هذا النظام بشكل مباشر، ويبلغ عدد الأعضاء الروس في سويفت 291 عضوا، يمثلون ما نسبته 1.5 في المائة من مجموع التدفقات المالية. وتحتل روسيا المرتبة السادسة عالميا في رسائل الدفعات في سويفت، ويتراوح متوسط الدفعات السنوية لها بين 600 و800 مليار دولار (وهو رقم مرتفع بالنظر إلى أن الناتج الإجمالي لروسيا بلغ 1.5 تريليون دولار عام 2020)، وتستخدم روسيا هذا النظام عند تصديرها لمنتجات الطاقة التي تشكل 40 في المائة من ميزانيتها الحكومية.
هذه الأرقام توضح مدى الاعتماد الروسي على سويفت، مما يعني أنها قد تتعرض لأضرار جمة في حال عُزلت بشكل كامل عن النظام. وقد وافقت أميركا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية مساء السبت على فرض عقوبات على البنك المركزي الروسي، وإخراج بعض البنوك الروسية من نظام سويفت، وعزلها بذلك عن النظام المالي الدولي.
ويمكن النظر إلى هذا الإجراء بأنه تصعيد غير مسبوق ضد دولة ضخمة مثل روسيا، حتى شُبه باستخدام السلاح النووي من الناحية المالية. وبوجود هذه العقوبات سوف يستعصي على البنك المركزي الروسي استخدام احتياطياته الأجنبية التي يزيد حجمها على 630 مليار دولار، وسيفقد قدرته على تسييل أصوله، وتعويض أي عقوبات مستقبلية، مما يعني زيادة احتمالية هبوط قيمة الروبل الروسي وزيادة التضخم.
ودون نظام سويفت، سيستحيل إتمام الدفعات للشركات الروسية بطريقة موثوقة وبالتوقيت المناسب، وإذا ما صُعد الصراع أكثر من ذلك فقد يكون من المستحيل أن يتم الدفع للمصدرين الروس على الإطلاق،
وقد تنقطع العلاقة تقريبا بين المؤسسات الروسية والأميركية. وسبق لروسيا عام 2014 (بعد دخولها شبه جزيرة القرم) محاولة استحداث نظام خاص بها يشابه سويفت، ولكنه لم ينجح بشكل كبير ولم يتجاوز عدد مستخدميه 400 مستخدم، ويُستخدم في الوقت الحالي للتعاملات المحلية، ولا يشكل أكثر من 20 في المائة منها. كما استحدثت الصين نظاما مماثلا، وبدأت دول (بريكس) وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا استحداث نظام بديل مشترك، إلا أن هذا النظام يحتاج إلى سنوات ليكون فعالا كما هو سويفت، ويبدو أن هذه السنوات قد تقل كثيرا في حال أقدمت الدول الغربية على استبعاد روسيا من نظام سويفت.
ولكن السؤال المطروح هنا، هل ستقوم الدول الغربية بعزل روسيا بشكل كامل عن نظام سويفت؟ الجواب قد يصعب كثيرا على الساسة الغرب، فهم يريدون تجميد الأرصدة الروسية لا المنازل الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي للتدفئة. واستبعاد روسيا من هذا النظام بشكل كلي يعني ارتفاع أسعار الطاقة على الأوروبيين الذين يستمدون أكثر من 35 في المائة من الغاز من روسيا، وهم الذين لم يتجاوزوا بعد أزمة الطاقة الحالية والتي أثرت سلبا عليهم رغم تدفق الغاز الروسي. وقد أبدت ألمانيا بالفعل تخوفها من أن يؤدي المنع إلى ارتفاع أسعار الطاقة، كما عُرف عن إدارة بايدن رؤيتها أن أضرار العزل التام سوف تطال دولا غير روسيا.
إن العزل التام لروسيا عن نظام سويفت لن يُبقي للدول الغربية أوراقا تمكنها من الضغط على روسيا في المستقبل. وهو قد يرمي بروسيا في أحضان الصين ويزيد تحالفها معها، لا سيما مع تعاطف الصين سياسيا مع اجتياح روسيا لأوكرانيا، هذا التعاطف قد يزيد نظام دول (بريكس) قوة، وهو ما قد يترتب عليه تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي في تسوية المبادلات التجارية (في حال نجاح النظام الجديد). ولذلك فإن على تحالف من الدول الغربية البحث عن آلية تمكنه من معاقبة روسيا دون الإضرار بمصالحه، وهو ما يبدو صعبا للغاية بالنظر إلى أن أهم مصدر للميزانية الروسية هو أكثر ما يحتاج إليه الغرب.

د. عبدالله الردادي

عمليات أُجريت على العملات

يجدد هذا الجدول مساء كل يوم تجري فيه عمليات جديدة على العملات  التي يكون تم الحدبث عتها قبيل بداية التداول في الفترة الاوروبية او الاميركية.

—————————–

العمليات المفتوحة:

الرمز تاريخ الفتح شراء- بيع الكمية سعر الفتح ربح – خسارة

 

EUR/CHF بالانتظار SELL
EUR/USD بالانتظار SELL
GBP/USD بالانتظار BUY
ALGO*** 01/22/2022 BUY 13K 0,82
OPUL*** 01/27/2022 BUY 20K 0,81
ALGO 02/08/2022 BUY 2K 0,9951

ALGO ***  = عملة  رقمية
OPUL***  = عملة  رقمية

العمليات المغلقة

الرمز تاريخ الفتح بيع – شراء الكمية سعر الفتح تاريخ الاغلاق سعر الاغلاق ربح- خسارة

 

ALGO/USD 02/24/2022 BUY 5000 0.7023 02/28/2022 0.8412 $694.50
ALGO/USD 02/24/2022 BUY 5K 0.7023 02/26/2022 0.8210 $593.50
GBP/USD 02/14/2022 BUY 200K 1.3515 02/16/2022 1.3590 $1,500
EUR/USD 02/10/2022 SELL 100K 1.1489 02/14/2022 1.1307 $1,820
EUR/USD 02/10/2022 SELL 100K 1.1489 02/11/2022 1.1378 $1,110
GBP/USD 02/04/2022 BUY 100K 1.3524 02/08/2022 1.3552 $280
GBP/USD 02/04/2022 BUY 100K 1.3509 02/08/2022 1.3554 $450
ALGO/USD 01/24/2022 BUY 5K 0.8160 02/07/2022 1.0755 $1,297.50
GBP/JPY 01/21/2022 BUY 100K 154.04 02/04/2022 156.05 $1,744.70
GBP/USD 02/03/2022 BUY 100K 1.3552 02/04/2022 1.3552 $0
GBP/USD 02/03/2022 BUY 100K 1.3552 02/04/2022 1.3578 $260
GBP/USD 02/03/2022 BUY 100K 1.3573 02/03/2022 1.3613 $400
GBP/JPY 02/03/2022 BUY 100K 155.78 02/03/2022 156.44 $574.60
ALGO/USD 01/24/2022 BUY 2K 0.8160 02/02/2022 1.0170 $402
GBP/USD 01/18/2022 BUY 100K 1.3581 02/02/2022 1.3583 $20
ALGO/USD 01/24/2022 BUY 10K 0.8160 01/28/2022 0.9623 $1,463
EUR/USD 01/05/2022 SELL 100K 1.1338 01/14/2022 1.1406 -$680
GBP/USD 01/07/2022 BUY 200K 1.3535 01/12/2022 1.3710 $3,500
EUR/CHF 01/03/2022 SELL 200K 1.0388 01/12/2022 1.0446 -$1,269.39

 

EUR/CHF 01/03/2022 SELL 200K 1.0388 01/11/2022 1.0491 -$2,227.27
EUR/USD 01/05/2022 SELL 200K 1.1338 01/10/2022 1.1303 $700
EUR/CHF 01/03/2022 SELL 100K 1.0388 01/04/2022 1.0338 $545.95

 

عمليات أُجريت على مؤشرات الأسهم لشهر فبراير

يجدد هذا الجدول مساء كل يوم تجري فيه عمليات جديدة على مؤشرات الاسهم التي يكون تم الحدبث عتها قبيل بداية التداول في الفترة الاوروبية او الاميركية.

___________________________

الملاحظات العامة حول عمليات التداول على مؤشر داكس للاسهم الالمانية للشهر الاول __ يناير __  من العام الحالي:

1 _ التداول اليومي على مؤشر داكس كان الاكثر انتاجية والاكثر جذبا للاهتمام.
2_ الارباح المتحققة على الحساب المنطلق بمبلغ قدره 20000 دولار جاوزت ال 35000 دولار اميركي وهو ما لم يكن متيسرا بالحسابات الاخرى .
3 _ العمليات كانت يومية بخلاف ما كانت عليه عمليات الحسابات الاخرى التي تناولت التداول بالعملات والاسهم.
4 _ التداول كان على تناغم شديد مع استراتيجية العمل التي تم رسمها يوميا قبيل انطلاق التداول في بورصة فرنكفورت.
5_ بالطبع لا يمكن الجزم بان النتيجة المتحققة ستكون هي ذاتها في الاشهر القادمة ولكن الامل كبير جدا بامكانبة تحقبق ما يقاربها او ربما يجاوزها.

___اخيرا وفي حال شاء المتداول الكريم الاستفادة من خبرتنا في التداول يرجى التواصل معنا على:

واتساب: 009613020113
هاتف : 004312702696
ايميل : wadihmrad@hotmail.com

________________________________

الرمز تاريخ الفتح بيع – شراء الكمية سعر الفتح تاريخ الاغلاق سعر الاغلاق ربح – خسارة

 

”””””’

 

DE30 02/28/2022 ____ ____ ____ ____ ____ ____
DE30 02/25/2022 ____ ____ ____ ____ ____ ____
DE30 02/24/2022 BUY 2 13,821.0 02/24/2022 13,986.0 $4,038.01
DE30 02/23/2022 SELL 1 14,894.0 02/23/2022 14,509.0 $4,789.79
DE30 02/23/2022 SELL 1 14,894.0 02/23/2022 14,766.0 $1,592.31
DE30 02/23/2022 SELL 2 14,803.0 02/23/2022 14,842.0 -$970.23
DE30 02/23/2022 SELL 1 14,803.0 02/23/2022 14,762.0 $509.99
DE30 02/22/2022 SELL 1 14,671.0 02/22/2022 14,708.0 -$461.13
DE30 02/22/2022 SELL 1 14,622.0 02/22/2022 14,547.0 $934.64
DE30 02/22/2022 SELL 2 14,592.0 02/22/2022 14,590.0 $49.86
DE30 02/21/2022 SELL 1 14,837.0 02/21/2022 14,708.0 $1,606.17
DE30 02/21/2022 SELL 3 15,201.0 02/21/2022 15,021.0 $6,723.49
DE30 02/18/2022 ____ __ ______ ___________ _________ _______
DE30 02/17/2022 SELL 1 15,322.0 02/17/2022 15,246.0 $949.53
DE30 02/17/2022 SELL 1 15,392.0 02/17/2022 15,329.0 $787.11
DE30 02/17/2022 SELL 2 15,431.0 02/17/2022 15,361.0 $1,749.13
DE30 02/17/2022 SELL 3 15,394.0 02/17/2022 15,417.0 -$862.30
DE30 02/16/2022 ___ __ _______ _________ _______ _______
DE30 02/15/2022 BUY 1 15,011.0 02/15/2022 15,079.0 $849.95
DE30 02/15/2022 SELL 2 15,301.0 02/15/2022 15,267.0 $849.80
DE30 02/14/2022 SELL 2 14,999.0 02/14/2022 14,943.0 $1,395.24
DE30 02/14/2022 BUY 3 15,078.0 02/14/2022 15,049.0 -$1,081.98

 

DE30 02/11/2022 SELL 1 15,271.0 02/11/2022 15,228.0 $536.52
DE30 02/11/2022 SELL 3 15,438.0 02/11/2022 15,403.0 $1,310.23
DE30 02/10/2022 SELL 2 15,611.0 02/10/2022 15,519.0 $2,315.05
DE30 02/10/2022 SELL 1 15,611.0 02/10/2022 15,553.0 $729.87
DE30 02/09/2022 SELL 3 15,377.0 02/09/2022 15,408.5 -$1,188.36
DE30 02/07/28022 ____ _ _______ ________ ________ ______
DE30 02/07/2022 SELL 1 15,254.0 02/07/2022 15,226.0 $352.07
DE30 02/07/2022 SELL 3 15,229.0 02/07/2022 15,146.0 $2,846.82
DE30 02/04/2022 ____ __ ____ ____ ____ ____
DE30 02/03/2022 SELL 3 15,591.0 02/03/2022 15,532.0 $2,223.08
DE30 02/02/2022 ____ __ ______ ______ ______ _________
DE30 02/01/2022 SELL 2 15,678.0 02/01/2022 15,611.0 $1,659.43
DE30 02/01/2022 SELL 4 15,682.0 02/01/2022 15,655.0 $1,337.9

_____________________________________________________________________

DE30 01/31/2022 BUY 1 15,376.0 01/31/2022 15,437.0 $754
DE30 01/31/2022 BUY 4 15,376.0 01/31/2022 15,409.5 $1,655.89
DE30 01/28/2022 BUY 1 15,251.0 01/28/2022 15294 $527.27
DE30 01/28/2022 SELL 1 15,374.0 01/28/2022 15,336.0 $465.82

 

الغزو الروسي لأوكرانيا .. كيف سينعكس على الاقتصاد العالمي

حول تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا على الإقتصاد العالمي، كتب كريس غيلز وجوناثان ويتلي وفالنتينا رومي في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى هز الأسواق المالية، كما يمكن التوترات الجيوسياسية المتزايدة أن تعزز ارتفاع التضخم وخنق سلسلة الإمدادات.

ويقول الإقتصاديون إن تداعيات العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي على موسكو، ستضاف إلى العواقب غير المباشرة التي ستلحق برجال الأعمال وثقة المستهلكين وأسواق السلع.وهذه الترددات يمكن أن تتراوح ما بين الضرر المحدود والضرر البالغ. وإذا ما واصلت أسعار الطاقة ارتفاعها، على سبيل المثال، فإنها يمكن أن تدفع الإقتصاد العالمي بسهولة إلى ركود هو الثاني في ثلاث سنوات.

سيناريوات عدة
ويلفت الاقتصاديون إلى أنه يجب تتبع جملة من القضايا الأساسية، ومنها المدى الذي ستذهب إليه الحرب. ولا يبدو واضحاً كيف يرغب الرئيس فلاديمير بوتين في إنهاء الأمور. ويتوقع المحللون سيناريوات عدة تتراوح بين تغيير الحكومة في كييف إلى تنصيب حكومة موالية لموسكو، وصولاً إلى محاولة شاملة لإعادة رسم الحدود الدولية لأوروبا وما بعدها.
وقال رئيس الإقتصاديين في بنك بيرينبرغ هولغر شميدنغ إن أول شيء يجب أخذه في الاعتبار هو “إلى أي مدى ستسوء الحرب؟”، الأمر الذي سيحدد كيف سينعكس ذلك على أسواق المال والطاقة في الأيام المقبلة.

رد حاسم
ويقول اقتصاديون آخرون إن رد الفعل العالمي سيكون حاسماً. ويلفت تيم آش الاقتصادي في شركة “بلوباي آست مانجمانت” إلى موقف الصين، التي لمحت إلى أنها ستساعد روسيا على التعامل مع التداعيات المالية الناجمة عن أعمالها العسكرية.
وسيكون رد فعل الصين حيوياً على مستوى النتائج البعيدة المدى، التي يمكن أن تتراوح بين تلك الخبيثة المتعلقة بزيادة التوترات في علاقتها مع تايوان، إلى نتائج سياسية أقل حدة. وقال تيم آش: “إما أن تنظر (الصين) إلى الأمر على أنه فرصة للذهاب إلى تايوان، أو فرصة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة”.

صدمة جيوسياسية؟
والسؤال هل الأسواق قادرة على مواجهة صدمة جيوسياسية؟ وتدنت الأسواق المالية القيادية بحدة الخميس، لكن النتائج قد تكون أكثر سوءاً، مما يشير إلى أنها تفاجأت بأفعال بوتين، لكن من غير المرجح حتى الآن، حصول أزمة مالية. لكن يبقى الاحتمال مفتوحاً أمام حدوث المزيد من التدني في الأسواق، مع تداعيات على الشركات وثروة الأسر والاستهلاك والثقة العالمية.
إن تفادي انهيار الأسواق لم يكن عالمياً في حين أن الكثير من الاقتصادات الناشئة قد تعرضت لموجات أكثر حدة. ولاحظ كيفن دالي المدير في أبردين آست مانمجمنت، عمليات بيع مكثفة في غانا وتركيا ومصر وباكستان، مشيراً إلى هروب من البلدان المعرضة للخطر إلى أماكن آمنة.
وتعتمد أوروبا على نحوٍ كبيرٍ على الغاز المتدفق من روسيا ولا يمكنها العثور بسرعة على بدائل في حال توقف الإمدادات. ومع اقتراب انتهاء شتاء معتدل ومخزونات أعلى من المستويات العادية التي كان يتوقعها بعض محللي الطاقة، فإن مسألة إمدادات الغاز باتت أقل حدة لكن الأزمة ستبرز مجدداً في وقت لاحق إذا استمرت الحرب.
والقلق المباشر هو على مدى تأثير الأزمة على أسعار النفط والغاز. والإرتفاع الحاد سيفاقم التضخم ويلحق الضرر بالمستهلكين.
وقالت شركة “كابيتال إيكونوميكس شيرنغ” إن أسوأ السيناريوات لديها تتوقع ارتفاع سعر برميل النفط إلى ما بين 120 دولاراً و140 دولاراً للبرميل.

الغزو.. أجواء الاسواق وتفاعلاتها

 الغزو الروسي لأوكرانيا يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن في الدولار الأمريكي في ظل تزايد الطلب على الملاذات الآمنة…وفي المقابل الأسواق العالمية تنقسم بين تبعات الحرب ومواجهة إجراءات التشديد النقدي العالمي وتقلبات شديدة تنال من حركة الأسهم وعوائد السندات.

ومع استمرار التركيز على التضخم بصفة رئيسية، كشفت بعض المؤشرات والدلائل الاقتصادية عن كيفية تحرك البنوك المركزية في المستقبل على الرغم من التوترات الناجمة عن الحرب… بينما من المتوقع أن تصعد أسعار النفط لتتجاوز 100دولار للبرميل وسط مخاوف توقف الإمدادات.

عاصفة من العقوبات

بعد يومين فقط من اعتراف فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا، قام قادة العالم بفرض المجموعة الأولى من العقوبات على روسيا.

واقتحمت القوات العسكرية الروسية شرق أوكرانيا حيث اعتبر فلاديمير بوتين تلك الخطوة ضرورية للحفاظ على أمن روسيا ضد توسع القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

وانتهز قادة العالم تلك الفرصة لشل الاقتصاد الروسي باتخاذ خطوات حذرة من خلال فرض المزيد من العقوبات لضمان الحد الأدنى من الأضرار الجانبية للتوقعات الحالية للتضخم.

حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على البنوك الروسية والصادرات التكنولوجية بالإضافة إلى منع بيع أدوات الدين السيادية وفرض إجراءات الحظر على أفراد من النخبة الروسية.

في حين استهدفت المملكة المتحدة البنوك الروسية واتبع الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة على النخب الروسية.

غزو شامل..الاحتماء بالدولار

وانعكست أصوات المعارك على جبهة تداولات العملات الأجنبية، مما أدى إلى كبت أي فرصة تدعم تقوية البيانات الاقتصادية.

وبدعم من التدفقات التي شهدتها أصول الملاذ الآمن، استحوذ الدولار على أي مكاسب محتملة من نظرائه، وتعرض اليورو لهزيمة ساحقة بعد أسبوع من التقلبات، اذ تراجع من أعلى مستوى بعد ملامسته حاجز 1.1350 ليصل إلى أدنى مستوى يسجله في عام 2022 بوصوله إلى 1.1100.

وتجاوز أخيراً مستوى 1.1267، في ظل أجواء التفاؤل الخافت على خلفية جهود وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، عاد الجنيه الإسترليني للارتفاع مجدداً إلى مستوى 1.3405 بعد تراجعه إلى 1.3375 وما يزال واقعاً تحت الضغوط نتيجة لآفاق النمو الاقتصادي المتشائمة غير المؤكدة التي يتوقعها المسؤولين.

وبالتحرك نحو الشرق، كانت الاصداء أضعف قليلاً، إذ فشل الين في التحرر من مستوى 115، وفي نصف الكرة الأرضية الجنوبي، تمكن الدولار الأسترالي بالكاد من حماية نفسه وظل محتفظاً بمركزه فوق مستوى 0.7232 بينما استعاد الدولار النيوزيلندي توازنه فوق مستوى 0.6700 بعد تراجعه قليلاً.

ضعف المعنويات

حقق الاقتصاد الأمريكي أداءً قوياً، إذ عكست بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاعي الصناعة والخدمات قراءات قوية، وجاءت مطالبات البطالة دون التوقعات إلى حد ما، هذا إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي على أساس ربع سنوي بنسبة 7.0% في الربع الأخير من العام وبما يتماشى مع التوقعات.

وفي ظل توقع اقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، أدت تهديدات اندلاع التوترات الجيوسياسية وإضعاف النمو إلى تراجع ثقة المستهلك.

كما بدأت تلوح في الافق بعض التقلبات في ظل اعتماد قرار الاحتياطي الفيدرالي على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، والذي يعتبر مقياس التضخم الرئيسي، وتسجليه لمعدل نمو متسقاً مع التوقعات عند مستوى 0.5% على أساس شهري.

وصدرت على مدار الأسبوع العديد من البيانات الاقتصادية المتفرقة والتي شملت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادر عن معهد إدارة التوريدات الأمريكي لقطاعي الصناعة والخدمات، والتغيرات التي طرأت على تقرير الوظائف الصادر عن ADP، وأحدث معدلات البطالة قبل موعد شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء.

انعكاس التداعيات

أدت الضربات الجيوسياسية إلى تأرجح عائدات السندات وأداء الأسهم بعنف حيث قاربت مجال التصحيح قبل أن تنتعش أخيراً بنهاية الأسبوع.

وأنهت مؤشرات ستاندرد اند بورز 500 وداو جونز وناسداك 100 تداولات الأسبوع على ارتفاع نتيجة للمجموعة الأخيرة من العقوبات التي تم فرضها على الصادرات مما عزز مكاسب الأسهم. في حين تعرضت عائدات سندات الخزانة لضغوط شديدة على خلفية معارك الملاذ الآمن حيث أدركت الأسواق التطورات الجيوسياسية والارتفاعات الوشيكة لأسعار الفائدة.

وبلغ عائد السندات لأجل 10 سنوات1.96 % بينما استقر العائد على السندات لأجل عامين عند مستوى 1.57%.

أوروبا والمملكة المتحدة

فشل الازدهار الاقتصادي الذي شهدته أوروبا في الآونة الأخيرة في مكافحة المخاوف الناجمة عن التوترات، وأدى ارتفاع الأجور وتخفيف القيود المرتبطة بالجائحة إلى تعزيز الطلب الاستهلاكي مما أدى بدوره إلى تحسن بيانات مؤشر القطاعين الصناعي والخدمات في ألمانيا والحفاظ على معنويات المستهلكين القوية.

وترددت أصداء المخاوف من امكانية تسليح بوتين صادرات الغاز إلى دول الجوار وتدفق اللاجئين الأوكرانيين على الدول المجاورة.

وهناك حالة من الترقب لخطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي حول النزاع القائم والبحث عن دلائل تشير إلى ضرورة تعديل توقعات السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام.

مزيد من التشديد

وعلى الجانب الآخر أصبحت الرؤية الاقتصادية قاتمة بسبب التشاؤم على الرغم من تحسن بيانات مؤشر مدير المشتريات لقطاعي الصناعة والخدمات بوتيرة أفضل من المتوقع.

وأحتفظ مسؤولو بنك إنجلترا بنبرة حذرة ومتشائمة مع الميل نحو نهج بطيء وثابت للسيطرة على التضخم مع تلاشي الرهانات على رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل.

وفي خطوة استباقية قبل تعرض مستويات المعيشة للضغوط بسبب أسعار الطاقة والضرائب، سلط أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا الضوء على المخاطر التضخمية الإضافية الناجمة عن التوترات الأوكرانية، مما ساهم في كبح جماح الثقة في الاقتصاد.

ترقب وتأهب

في أستراليا، كان النمو الاقتصادي متوازن بعد أن جاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات لقطاعي الصناعة والخدمات أفضل بكثير من الشهر السابق بينما جاء نمو الأجور كما كان متوقعاً.

ويحرص الاحتياطي الأسترالي على تقييم البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي إجراءات. علماً بان مبيعات التجزئة الشهرية ستصدر هذا الأسبوع قبل اجتماعهم المقبل.

وارتفع معدل النمو الاقتصادي لدولة الجوار، نيوزيلندا، مع تزايد مبيعات التجزئة حيث شرعوا في رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة وأعلنوا بدء خفض المشتريات التدريجي في يوليو من العام الحالي.

صراع بنك الصين

في ظل انعكاس التداعيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 سلباً على النمو الاقتصادي، هذا بالإضافة على الصراعات الجيوسياسية، عزز بنك الشعب الصيني ضخ السيولة حيث أدى النزاع الحربي إلى جانب ركود سوق العقارات إلى اضطراب الأسواق.

وضخ بنك الشعب الصيني مبلغ صافياً قدره 290 مليار (48.5 مليار دولار) في السوق للحفاظ على استقرار مستويات السيولة في محاولة منه للسيطرة على نزيف الخسائر الذي قد ينتج عن العمليات البيعية المكثفة في السوق،نتعشت الأسهم الصينية بعد ضخ السيولة.

النفط

ارتفعت أسعار السلع الأساسية حيث قفزت أسعار النفط والذهب على نطاق واسع في ظل الاقبال على أصول الملاذ الآمن.

وتجاوزت أسعار النفط 100 دولار للبرميل مع صعودها على أمل دخول الامدادات الإيرانية سلسلة التوريد المتعثرة وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاستفادة من الاحتياطيات إذا لزم الأمر.

كما صعدت أسعار الذهب في ظل التقلبات الفوضوية التي شهدتها الأسواق بعد أن قفز إلى 1950 دولاراً للأوقية ليصل إلى 1,889.34 للأوقية.

Reuters