مع اقتراب إتمام الصفقة المثيرة للجدل.. ما التغييرات التي قد يشهدها Twitter ومستخدميه؟

يبدو أن العد التنازلي لإتمام استحواذ إيلون ماسك على Twitter قد بدأ وسط تقارير تفيد بأن الملياردير الأميركي سينفذ الصفقة نهاية الأسبوع الجاري.

وكانت قاضية محكمة ديرلاوير وجهت بوقف دعوى Twitter ضد إيلون ماسك حتى يوم 28 أكتوبر تشرين الأول الجاري للسماح بإتمام الصفقة.

إذ كان من المقرر انطلاق المحاكمة العاجلة في القضية التي رفعتها الشركة ضد مؤسس Tesla في وقت سابق من الشهر الجاري، لكن الأوضاع تغيرت بعدما أعلن ماسك أنه ينوي المضي قدماً في الصفقة.

ومع الاقتراب المحتمل لإتمام الصفقة المثيرة للجدل.. ما أهمية استحواذ ماسك على Twitter لجميع الأطراف المعنية؟

حرية رأي غير مشروطة

عندما وافق ماسك على الاستحواذ على Twitter في أبريل نيسان أعلن أنه سيطلق العنان لإمكانات الشركة عبر تعزيز حرية التعبير ومحاربة الـ “سبام بوت”.

وقال أغنى رجل في العالم: حرية التعبير هي حجر الأساس للديمقراطية الفاعلة، وTwitter هو ساحة المدينة الرقمية حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية.

وكرر ماسك وجهة النظر تلك في مناسبات عديدة، كما انتقد بشدة قواعد Twitter التي تهدف الحد من المضايقات وخطاب الكراهية والتطرف والمعلومات الخاطئة حول الانتخابات والصحة العامة بحجة جهود الشركة للترويج للمحادثات الصحية.

ويرغب ماسك في السماح لأي خطاب لا ينتهك قوانين بلد معينة، وهو أمر وصفه بعض الخبراء بأنه قد يزيد من خطاب الكراهية على المنصة.

ماذا عن الحسابات المحظورة..”دونالد ترامب”؟

ماسك أعلن أنه يفضل ما وصفه بـ “الأوقات المستقطعة” عن الحظر الدائم على المنصة، معلناً في مايو أيار أنه سيلغي قرار حظر حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ووصف ماسك قرار حظر ترامب بعد أحداث مبنى الكابيتول في يناير كانون الثاني 2021 بأنه سيئ من الناحية الأخلاقية، وأحمق للغاية.

وأضاف صاحب الـ51 عاماً: سيكون من الرائع إلغاء الحظر الدائم عدا حسابات البريد العشوائي أو الحسابات التي تدعو صراحة إلى العنف.

زر التعديل

يعد ماسك أحد أبرز الداعمين لخاصية إدخال التعديلات على التغريدات التي لطالما طالب بها مستخدمو Twitter.

وبدأت الشركة بالفعل في وقت سابق من الشهر الجاري اختبار تلك الخاصية عبر إتاحتها للمشتركين في Twitter Blue في كندا وأستراليا ونيوزيلندا، كما من المقرر إتاحتها في أميركا قريباً.

لكن من المتوقع أن يسارع ماسك لتوفير تلك الخاصية في حالة إتمامه الاستحواذ على الشركة.

خفض التكاليف..والاستغناء عن موظفين

صحيفة The Washington Post أفادت بأن ماسك يخطط لتسريح 75% من القوى العاملة في Twitter إذا أصبح مالكاً لها.

ويبلغ إجمالي عدد الموظفين في الشركة الأميركية 7500 شخص.

وكانت Twitter بالفعل تعتزم خفض عدد الوظائف حتى قبل صفقة البيع، لكن عدد الوظائف التي يخطط ماسك للاستغناء عنها أكبر بكثير.

وأفادت تقارير أن ماسك حينما تفاوض بشأن الصفقة أشار إلى ضرورة خفض التكاليف والوظائف بهدف تحسين أرباح الشركة.

وفي يونيو حزيران، أخبر موظفي الشركة بأنها بحاجة إلى التعافي من الناحية المالية وخفض التكاليف، وقال ماسك: تتجاوز التكاليف الإيرادات..وهذا ليس وضعاً رائعاً.

لكن في الوقت نفسه يخطط ماسك للإبقاء على سياسة السماح للموظفين بالعمل من المنزل، إذ كانت Twitter من أولى شركات التكنولوجيا التي انتهجت تلك السياسة.

وشدد ماسك على أن موظفي الشركة بإمكانهم اختيار المكان الذي يعملون منه إلى الأبد.

هل يستفيد ماسك من الصفقة؟

اتجه ماسك بالفعل لإضافة عبارة “رئيس Twitter” إلى خانة التعريف الشخصي الخاصة به على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي.

وعبر شراء الشركة ستتسع رقعة ممتلكات الملياردير الأميركي التي تضم بالفعل Tesla وSpaceX وBoring Company وNeuralink.

وأعرب ماسك من قبل عن الأهمية القصوى لامتلاك منصة عامة موثوق بها إلى أقصى حد وشامل على نطاق واسع لمستقبل الحضارة.

ومع ذلك قال بيل جورج زميل في كلية هارفارد للأعمال لـCNBC Make It إن Twitter قد يكون وسيلة إلهاء تبعد ماسك عن ما هو مهم حقاً.

وعلى الرغم من إسهامات ماسك في بناء Tesla وSpaceX، يرى جورج أن شراء شركة التواصل الاجتماعي قد يمنع ماسك من التركيز على ما يفعله بشكل أفضل.

وأضاف: ماسك قضى بالفعل الأشهر الستة الماضية يشتت انتباهه بسبب مسألة الاستحواذ، ويشمل ذلك شهوراً من التقاضي نتيجة انسحابه من الصفقة.

وكان سهم Tesla قد تكبد خسائر كبيرة الفترة الماضية، وأوضح جورج أن ذلك دليل على أن الشركة تحتاج إلى مزيد من التركيز من جانب ماسك.

وأضاف: تعتمد القيمة السوقية للشركة على النمو السريع لها وقدرتها على الابتكار.

هل تختفي البرمجيات الخبيثة من Twitter؟

صرح ماسك من قبل بأنه يريد التخلص من الـcrypto spam bots وهي حسابات زائفة تروج لمخططات احتيالية قائمة على العملات المشفرة.

ووصف حسابات البريد العشوائي على المنصة بأنها المشكلة الأكثر إزعاجاً بالنسبة له، كما أن تلك الحسابات كانت السبب الأساسي لانسحاب ماسك من الصفقة بعد الجدال بينه وبين إدارة Twitter حول العدد الحقيقي لتلك الحسابات على المنصة.

وبعد إعلانه موافقته على الاستحواذ في أبريل نيسان الماضي، صرح بأن تلك المشكلة هي أول شيء سيتجه لتغييره كمالك المنصة الجديد.

وأضاف: الأولوية القصوى لي هي القضاء على البريد العشوائي والاحتيال، وجيوش الروبوتات الموجودة على Twitter..أنهم يجعلون المنتج أسوأ بكثير.

المستقبل المالي لـ Twitter

تعهد ماسك بزيادة الإيرادات السنوية لـ Twitter بنحو خمسة أضعاف إلى 26.4 مليار دولار بحلول 2028.

كما تعهد بأن تجذب المنصة 931 مليون مستخدم بحلول نفس الفترة مقابل مستويات تتجاوز 200 مليون مستخدم في نهاية 2021.

وتعمتد Twitter في كسب جميع أموالها تقريباً على الإعلانات حالياً، لكن ماسك يهدف إلى اعتماد نموذج أعمال مختلف يستهدف كسب المال من رسوم اشتراكات المستخدمين وترخيص البيانات وتصميم أعمال مدفوعة.

وقد يساعد ماسك في تنفيذ تلك الرؤية خطته لتسريح العمالة وخفض التكاليف لدى الشركة.

تطبيق everything

صرح ماسك في وقت سابق من الشهر الجاري بأن شراء Twitter سيسرع طرح everything app أو تطبيق إكس بنحو ثلاث إلى سبع سنوات.

وعلى الرغم أنه ليس من الواضح حتى الآن الكثير من التفاصيل حول هذا التطبيق لكن يبدو أن ماسك استوحى فكرته من الصين.

وفي اجتماعه مع موظفي Twitter في يونيو حزيران، قال ماسك إن المنصة لابد أن تشبه تطبيق WeChat الصيني الذي يتيح المراسلة الفورية ووسائل التواصل الاجتماعي والدفع عبر الهاتف المحمول.

وأضاف: أنت تعيش بشكل أساس على WeChat في الصين وإذا نجحنا في إعادة إنشاء ذلك باستخدام Twitter فسنحقق نجاحاً كبيراً.

نهى النحاس