تراجعت فرص العمل في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عامين ونصف في أكتوبر (تشرين الأول)، بما يشكل أقوى إشارة حتى الآن على أن ارتفاع أسعار الفائدة يضعف الطلب على العمال ويعزز توقعات الأسواق المالية بشأن السياسة النقدية التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
أظهر مسح فرص العمل ودوران العمالة التابع لوزارة العمل، الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول) أن هناك 1.34 وظيفة شاغرة لكل عاطل عن العمل في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس (آب) 2021 وانخفاضًا من 1.47 في سبتمبر (أيلول). فيما يتراجع عدد العمال الذين يستقيلون، الأمر الذي قد يساعد مع مرور الوقت في تخفيف تضخم الأجور.
تراجع أعلى من المتوقع
جاء الانخفاض الأكبر من المتوقع في الوظائف الشاغرة بعد بيانات الأسبوع الماضي التي أظهرت تراجع التضخم في أكتوبر (تشرين الأول). وقد أدت سلسلة التقارير الداعمة للتضخم إلى دفع الأسواق المالية إلى توقع خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر مارس (آذار) المقبل.
وقالت كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في مؤسسة High Frequency Economics ، روبيلا فاروقي: “ستكون هذه البيانات بمثابة أخبار سارة لصانعي السياسات.. تدعم البيانات وجهة نظرنا بأن أسعار الفائدة وصلت إلى ذروتها وأن الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الفدرالي ستكون خفض أسعار الفائدة، على الأرجح في الربع الثاني من العام 2024”.
وبحسب مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل، فإن فرص العمل، وهي مقياس للطلب على العمالة، انخفضت بمقدار 617 ألفًا إلى 8.733 مليون في اليوم الأخير من أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ مارس (آذار) 2021 وانخفاضًا من 9.350 مليون في سبتمبر (أيلول).
أكبر انخفاض منذ مايو
وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا 9.30 مليون فرصة عمل في أكتوبر. وكان أكبر انخفاض شهري في الوظائف الشاغرة منذ مايو (آيار) بقيادة قطاع الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، حيث انخفضت الوظائف الشاغرة بمقدار 236 ألف وظيفة.
وانخفضت فرص العمل بمقدار 168 ألف وظيفة في قطاع التمويل والتأمين، في حين انخفض عدد الوظائف في العقارات والإيجارات بمقدار 49 ألف وظيفة. لكن فرص العمل زادت بمقدار 39000 في قطاع المعلومات.