انتعشت أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية اليوم في أعقاب تحقيق الأسواق الآسيوية واسواق الفيوتشر الاميركية تقدما ملحوظا في الساعات الماضية.
من الجدير الاشارة الى النتائج المخيبة للآمال لاستطلاعات مؤشر مديري المشتريات بخاصة لقطاعات الخدمات والتي استوعبها السوق على امل ان تكون مجرد حالة مؤقتة عابرة بفعل بعض الإشارات المشجعة على الصعيد الصحي.
الفيدرالي الاميركي قرر بالامس اتخاذ تدابير جديدة هجومية جدا بهدف التصدي للازمة الهائلة التي يواجهها الاقتصاد. بالإضافة إلى تسهيلات ائتمانية أخرى للأسر والشركات ، تم الإعلان عن برنامج غير محدود للتيسير الكمي. أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا خلال جلسة الاتحاد الأوروبي ، بحيث كان هناك في البداية زخم صعودي قوي في DAX ومؤشر SP 500. وعلى ما يبدو انه بعد ساعات التقلب يوم امس عاود السوق اليوم الثلاثاء ابداء رضاه وتفاؤله حيال كل هذه الاجراءات، واقله هذا ما يبدو حتى الان.
الدولار انخفض بشكل حاد مقابل العملات الرئيسية اليوم الثلاثاء ، بالطبع كان الإعلان عن التدابير الجذرية جديدة السابق ذكرها من جانب الفيدرالي الأمريكي الاثر الواضح في هذا التراجع. خاصة وان الفدرالي أعلن بشكل ملحوظ أنه لم يعد يحدد مبلغًا أقصى لاسترداد الديون الأمريكية ، التي استحوذ عليها مؤخرًا على نطاق واسع ، كما فعل في مواجهة الأزمة المالية لعام 2008.
بالطبع هذا الامر الهادف الى ضخ السيولة العالية في الاسواق لا بد ان يؤثر سلباعلى الدولار في نهاية الامر. وهو كان قد قفز بحدة مقابل معظم العملات في الأسبوع الماضي ، ، مدعومًا بمخاوف من نقص الدولار في السوق.
من جهة اخرى ونظرا لكون العملة الاميركية تبقى العملة الاكثر امانا في الازمات فان التشكك كبير بان تكون وفرة الدولارات في الاسواق سبب كاف لتراجعه بالمدى الابعد. ان الطلب قد يعاود الظهور بحثا عن العملة الامنة ومن هنا فتراجع العملة الاميركية قد يكون مؤقتا ووجب التنبه لهذا الامر.
وماذا عن الذهب؟
الارتفاع بدأ يوم امس بعد اجراءات الفدرالي المذكورة. تراجع الدولار عامل مساعد تقليديا على ارتفاع اسعار الذهب. الاندفاعة استمرت اليوم وبخاصة بعد صدور مؤشرات مديري المشتريات الاوروبية على تراجع ملفت. ال 1700 لربما تكون هدفا للارتفاع الحاصل ما لم تستجد معطيات مفاجئة تعيد الامور الى نصابها.
واليورو؟
من الواضح ان التاثير السلبي للبناتات الاوروبية على اليورو كان محدودا. الرهان واضح على ان مثل هذه الارقام المخيفة هي نتيجة طبيعية للاغلاق والبلبلة في الاسواق وان تصحيحها ايجابا لا بد ان يحدث عندما تستقر الاوضاع مجددا. بالمحصلة يمكن الجزم بان ارتفاعات اليورو ان استمرت فهي لن تكون الا بفعل التراجع الاضافي للدولار نظرا لغياب اية اشارات اوروبية يمكن الارتكاز عليها للرهان على اليورو.
حتى يمكن الوثوق بان الارتفاع بات صلبا لا بد من استعادة المقاومة على ال 1.1020/1.1100 .
كسر ال 1.0625 مجددا سيهدد ببلوغ ال 1.0340.
والنفط؟
حرب الانتاج مستمرة بالتزامن مع تراجع الطلب. تخفيض التوقعات للاسعار بدات مع باركليز اليوم الذي رآها دون ال 30 دولار في العام الحالي.
ارتفاع طفيف جاء ردا على اجراءات الفدرالي التحفيزية ولكنها تبقى ردة فعل مؤقتة ول ايجب التعويل على انها بداية تبديل في مزاج السوق.