تباينت توقعات كبار بنوك الاستثمار الأميركية حول مستقبل الاقتصاد الأميركي. وبينما توقع مسؤول كبير فيBank of America أن أعمال الأسواق العالمية سترتفع مقارنة بالعام الماضي، قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه JPMorgan Chase، يوم الاثنين إنه على الرغم من أن أداء الاقتصاد الأميركي جيد، إلا أنه سيكون من “الخطأ الفادح” الاعتقاد بأنه سيستمر لسنوات.
وقال ديمون، الذي كان يتحدث في مؤتمر مالي في نيويورك، إن البيانات الاستهلاكية القوية وارتفاع الأجور يدعمان الاقتصاد في الوقت الحالي، لكن هناك مخاطر في المستقبل.
وقال المسؤول التنفيذي إن من بين أهم مخاوفه قيام البنوك المركزية بكبح جماح برامج السيولة من خلال “التشديد الكمي”، وكذلك الحرب في أوكرانيا، وإنفاق الحكومات في جميع أنحاء العالم بلا رؤية واضحة.
مضيفاً: “القول بأن المستهلك قوي اليوم، مما يعني أنك ستتمتع ببيئة مزدهرة لسنوات، هو خطأ فادح”.
وخلال الأشهر الماضية، تحدى أكبر اقتصاد في العالم التوقعات بحدوث انكماش، بما في ذلك توقعات خبراء مثل ديمون، رئيس أكبر بنك أميركي من حيث الأصول.
وفي العام الماضي، حذر ديمون من أن إعصاراً اقتصادياً محتملاً كان في الطريق، مشيراً إلى نفس المخاوف بشأن البنوك المركزية والصراع في أوكرانيا. لكن الاقتصاد الأميركي أثبت مرونته، مما دفع المزيد من الاقتصاديين إلى توقع إمكانية تجنب الركود.
وقال ديمون: “تشعر الشركات بحالة جيدة جدًا لأنها تنظر إلى نتائجها الحالية… لكن هذه الأشياء تتغير، ونحن لا نعرف ما هو التأثير الكامل لكل هذا بعد 12 أو 18 شهرا من الآن.”
وتابع أنه في حين أن بنك جيه بي مورجان والبنوك الأخرى كانت “تبالغ في تحقيق الأرباح” من الإقراض لسنوات بسبب معدلات التخلف عن السداد المنخفضة تاريخيا، فقد ظهرت ضغوط في أجزاء من قطاعات القروض العقارية وقروض السيارات.
وقال ديمون: “إذا حدث وبدأت تعاني من الركود، وهو ما ستواجهه في نهاية المطاف، فستكون لديك دورة ائتمانية طبيعية حقيقية”. وأضاف: “في دورة الائتمان العادية، دائمًا ما يكون الأمر أسوأ مما هو متوقع”.
وقد أبدى ديمون ملاحظة تحذيرية طوال حلقة النقاش. وقال إن بنك JPMorgan يقوم بإعادة شراء الأسهم عند مستوى أقل من ذي قبل، وهي وتيرة قد تستمر حتى عام 2024. وقال: “أعتقد أن الشكوك التي تنتظرنا لا تزال كبيرة جدًا وخطيرة جدًا”، مو ضحا أن من بين تلك المخاطر تدهور العلاقات مع الصين. مشيرا إلى أن “JPMorgan ” نشط في الصين، لكنه “يتوخى الحذر ويدير المخاطر”.
ومن جانبه، قال دين أثناسيا، رئيس الخدمات المصرفية الإقليمية فيBank of America إن المحركين الرئيسيين للاقتصاد في هذا الربع سيكونان الأسواق والتداول، موضحا أن نمو إنفاق المستهلكين يصل إلى حوالي 5%.
ويرى أثناسيا أن جودة الائتمان في المتوسط تبدو جيدة حقًا، لكن نمو القروض أبطأ بالتأكيد، فيما تراجع مجموع الرسوم المصرفية الاستثمارية على الأرجح بنسبة 30% إلى 35%، وهو انخفاض كبير جدًا على أساس سنوي.
وفيما يتعلق بأعمال Bank of America، قال أثناسيا إنه “على الجانب التجاري، أضفنا أكثر من 1100 عميل جديد هذا العام… وعملاءنا ما زالوا يحتفظون بحوالي 27% من النقد الإضافي في حساباتهم مقابل فترة ما قبل الوباء في المتوسط”.