الذهب: تخلى عن بعض المكاسب اثر انحسار التوتر. وماذا عن التقنيات؟

واصلت أسعار الذهب في التعاملات الأوروبية انخفاضها من أعلى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام عند 1.611.27 دولار (الأونصة) في منتصف الأسبوع  ، وكانت حتى الآن منخفضة عند 1540.10 دولار للأوقية.

هذا وقد انخفض معدل العزوف عن المخاطرة في الأسواق مرة أخرى ، بالإضافة إلى الذهب ، فإن الطلب على الاصول الأخرى المعروفة باسم “الملاذ الآمن” مثل الفرنك السويسري والين الياباني أصبح الآن  على تراجع واضح ايضا.

مرد هذا التطور هو الى  الاسترخاء الحذر في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. نائب الرئيس الاميركي مايك بينس يفترض أن إيران تتجه الى عدم  التصعيد. في وقت سابق ، كان إعلان الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على إيران بدلاً من تجديد الرد العسكري قد أعطى الأسواق أملاً بأن النزاع لن يتصاعد أكثر.

من الوجهة التقنية :

من المرجح أن يؤدي التراجع في البدء إلى زيادة الضغوط على الاسعار بعد انخفاضه اإلى ما دون مستوى 1،557 دولار مرة أخرى.
تراجعات اضافية الى  1،517 دولار أمريكي تبقى ممكنة اذا ما استمرت حالة الانفراج القائمة.
فوق هذا الدعم ، تبقى الوجهة الصعودية على حالها من الايجابية.
بهذه الحالة المزيد من المكاسب السعرية باتجاه ال 1611 دولار أمريكي اواما بعدها ممكنة . إذا تم كسر الاتجاه الصعودي عند 1.490 دولار أمريكي نزولا ، فإن الصورة ستصير من جديد على اتجاه سلبي .

مقاومات: 1.611

دفاعات: 1.517+1.490+1.480

( 1 ) العيش عند سفح البركان

العيش عند سفح البركان …
بات معلوما، ويجب أن يكون العلمُ راسخا لا شكّ فيه، والقناعة ثابتة لا شائبة عليها .
بات مفهوما، ويجب ان يكون الفهمُ نقيا منقشع الأفق، والإدراك صفيا جلي الثوابت لا تردد في قبوله.
بات مفهوما ومعلوما ومؤكدا وجليا وواضحا وثابتا أن العمل في أسواق المال، والنجاح فيه، والثبات عليه، ليس من المستحيلات المقتصرة على بعض الموهوبين، ولكنه أيضا ليس من الاعمال المبَسّطة العادية أو الوظائف الروتينية اليومية، كما يحلو للبعض تصويره.
شاهدت مؤخرا عرضا تلفزيونيا يصح تصنيفه دعائيا أكثر منه إعلاميا، أدمن على تقديمه أحد الطارئين الجدد على السوق، فتعمد في حديثه تصوير الربح في السوق على أنه من المسلّمات التي لا يعوّقها عائق ولا يمنعها مانع. تعمّد إقناع المشاهدين أن مجرد التعرّف الى الرسم البيانيّ والتدرّب على استعمال برنامج المتاجرة يعني الانتقال من الفقر الى الغنى، ومن الضِعة الى الرفعة.
تعمّدت مراقبة حركات صاحبنا وتتبع تقديمه لبرنامجه في أكثر من حلقة واحدة، فتكوّن لديّ شعورٌ بكونه لم يوفق في عمله كمتاجر في السوق، ولا في تحقيق ثروة يطمع بها، من ممارسة تجارة – هو ليس لها – وهي في أعلى سلّم المهن، من حيث متطلبات الذكاء والنباهة واليقظة والوعي وتوقّد الفكر. هو لم ينجح في تحقيق هدفه فتحوّل الى الاسترزاق من التعليم.
التعليم مهنة – بل رسالة – نبجّلها ونحترمها، على أن تكون محافظة على شرف التوجه وأخلاقية المنطلَق . صاحبنا لم يحافظ على كلي الشرطين، لقد فشل في التعليم ، ثم جُرّم في الوسيلة المعتمدة للثراء، كما فشل في ممارسة التجارة.
كان المعلم الطارئ يقدم للمشاهدين رسما بيانيا لسهم أو لعملة تكون فيها الوجهة تصاعدية ( ولم يقدم مرة واحدة “ترند” بوجهة تراجعية، لكون التصاعدي يغري النفوس ويجذب العقول ) . كان يضع سهما يختار له اللون الأخضر( وللخضار جذبا سحريا في مثل هذه المواضع) عند أسفل “الترند”، وسهما آخر أحمر عند أعلاه، ثم يقول بنبرة الواثق العارف الصادق الناصح: هنا تشتري مشيرا الى السهم الأخضر، وهنا تبيع مشيرا الى الأحمر. ويضيف – وعينه في عين المشاهد تحديقا – الربح يكون كذا بالنقاط، ويكون كذا بالدولارات.
التعليم عزةٌ والتنوير شرفٌ. إيّاك أن تحوّله الى خداع. لا يبقى بهذه الحالة وصفٌ له سوى كونه ذلة وتسولا.
كلّ متمرس في السوق يدرك أن الشراء يجب أن يتمّ عند السهم الأخضر ، وهذا يبدو جميلا ومشوّقا ومثيرا اذا رأته العين وقد اكتمل “الترند” فحقق ما حقق من ارتفاع. كل مشاهد توسوس له نفسه الشراء في أسفل القاعدة والبيع في الأعلى، ولكن!
لنجرب أخي القارئ سوية طمس الجزء المتصاعد من الترند بورقة تخفيه عن نظرنا انطلاقا من السهم الاخضر وصولا الى الأحمر. لنفعل ذلك ثم لنسأل أنفسنا : لماذا كان عليّ أن أشتري في العمق؟ كم هو مستوى الخطورة؟ ما المعطيات التي تحثّ على الشراء وترجّح حدوثه؟ وغيرها ، وغيرها من الاسئلة الملحة والمبررة التي لا بد من إيجاد الجواب لها قبل الشروع بعملية الشراء.
أسئلة كلها مهمة، ولكن الأهم يبقى التالي : ماذا لو اشتريت وانقلبت المسيرة؟ ماذا لو صار الترند تراجعيا لسبب ما؟ كم ستبلغ الخسارة؟ أين سأخرج؟ كم سيكون بمقدوري التحمّل ، ماديا ونفسيا؟
كلّ هذه الأمور تجاهلَها الأستاذ المعلم ولم يأت على ذكر أبسط تفصيل فيها. هو رمى الى هدف وبلغه. أراد التوجّه الى شريحة خام محدّدة من المشاهدين. شريحة  لا تزال طرية العود تريد أن تربحَ وهي تستعدّ للمباشرة بالعمل دون طرح الكثير أو حتى القليل من الأسئلة.
هذه الفئة من المشاهدين تريد طريقا مزروعة بالرياحين والورود. تريد أن تسمع كلاما جاذبا يدغدغ لها طبيعتها الراغبة في التعرف على العمل بالبورصة. هو زرع لها هذه الطريق، ونصب هذا الفخّ، مستغلا سذاجة تتمكن من طباعها.
هنا نصل الى الشقّ الثاني من الجريمة. المشاهد الذي وقع في الفخ هو شريك المعلم الذي جذبه إليه، لأن الثاني أعطى الاول ما استلذّ سماعه، ولو قال له غيرَ ما قال لانصرف عنه وما أصغى.
أخي القارئ لنتصارح.. أنت وأنا…
إن سلسلة مقالات سبقت هذا المقال على هذه النافذة وكانت خلاصة خبرة عمر لمستنيرين مجرّبين – هم قبل كل شيء مخلصين – لا تبتعد عن جو الفكرة الرئيسية لحديثنا هذا.
أنا أعترف وأقر وأصر . أنا أدعوك الى الإعتراف والإقرار والإصرار معي على كون المسألة أخلاقية قبل كل شيء آخر. لا تساوي الذهب بالنحاس، فالبَون شاسع بين المعدنين وقيمة الواحد لا تقارَن بقيمة الآخر.
أبطالٌ نستوطن السوق. برابرة يعبرون فيه. أيضا في هذه خلاصة سنوات من الجدّ والسعي والبحث والمقارنة والإستخلاص . هي أيضا تستحق الكثير من التبصّر والتقدير لتضمّنها جملةً من الحقائق ومن الثوابت ومن العِبَر.
يتبع.

للتواصل مع كاتب المقال
bild11u

( 2 ) العيش عند سفح البركان

لا شك في كونك – أخي القارئ – قد أنبتت في نفسك أملا وغذّيته شهورا – كما حالة الكثيرين غيرك ممن تعرفوا على هذا السوق فاشتدّ هيامَهم به – . الأمل هذا مغرٍ، فهو يدغدغ أحاسيس الأنا، ويوسوس لكلٍ من الوافدين بإمكانية الظفر بمهنة جديدة تدرّ من الأرباح ما يكفي مؤونة أو ما يزيد.
أخي القارئ .
إن طموحك المشروع هذا يمكن ان يتحوّل الى واقع، شرط أن تكون لها…
إن طموحك هذا سيكون بعيدا عن التحقق، بل مستحيل البلوغ، إن كانت شروط هذا العمل لا تماشي قدراتك الفكرية أو النفسية أو المادية …
طويلٌ هو الصفّ الذي يجب أن تقفَ فيه سعيا الى الهدف. منذ برهة كنت في مؤخرة الواقفين وها أنت الآن وسط الصف الطويل ، لأن الوافدين وراءك كثر …
ضيقٌ هو الباب الأيسر المذهّب الذي يستقبل كل مَن سمحت له مؤهلاته اجتياز اختبار التحمّل والثبات. قلّة هم السعداء الذين يدخلون هذا الباب …
واسع هو الباب الحديدي الأيمن الذي يخرج منه كلّ من اقتنع، بعد عناء، أنه في المكان الخطأ والزمان الخطأ بعد اتخاذه القرار الخطأ…
راقب جيدا كل الذين يقفون أمامك. إنهم يريدون ما تريد ويسعون الى ما تسعى.. بعضُهم ينالُ مبتغاه، وكثرتهم يخرجُ مقتنعا أو مكرها، إذ لا مجال للمعاندة أو المخادعة أو الغرور في هذا المكان.
أخي القارئ.
إن اولئك الذين يدخلون في الباب المذهّب ، ( وهو الباب الذي تتمنى وُلُوجه أنت ) ، إن هؤلاء لعارفين إنهم سيعيشون عند سفح البركان، ولجاهزين في كل لحظة للتعامل مع غضبه بالوسيلة الملائمة.
إنهم يدركون نسبة الخطر، ويعرفون أن الهولَ آت يوماً، والغضبَ بادٍ في ساعة ليلٍ، أو في ساعة نهار.
إنهم أبطالٌ حقيقيون، شجعانٌ أقحاح، يعشقون المواجهة ويعرفون مواضع الكرّ ومواضع الفرّ.
أخي القارئ.
لا تتردد في الإنسحاب إن لم تأنس في نفسك قدرة. ولا تتردد في الصمود إن سمعت صوتا داخليا يهتفُ لك أن إبقَ.
وحده صوتك الداخلي يحسن تقييم الأمور، فاصغِ له.
ألأزمة المالية الأخيرة كانت أقسى مما تصور خبيرٌ أو مستثمرٌ أو مسؤولٌ من الكبار الكبار. رمت سهامَها بكل الإتجاهات فأصابت الكثيرين وما استثنت إلا القليلين. أعرف جملة من العِتاق الذين كانوا يدركون أن ثورة البركان آتية لا محال. إصاباتهم كانت غير بليغة، وها هم  يخرجون من الرماد، وينفضون عن أكتافهم غبار أيامٍ عجاف.
أخي القارئ.
بتنا نستلذ العيش عند سفح البركان. نحترم قوته وجبروته. نتعلم منه الكثير الكثير. لا ننكر عليه ما يحتكر من مزايا، وما يكتنز من خفايا. لا نتجاهل الإنذار المبكر، فنتذاكى ونغترّ… نحدّ من خسارتنا إذا هبّت ريحُه في وجهنا، ونستغلّها لصالحنا إذا هبّت ريحُنا في وجهه.
نحن لا ندفن رؤوسنا في الرمال، غير آبهين بمؤخرتنا عارية بادية للعيان…
إعلم، أخي القارئ، أن البركان جبارٌ عنيد. فنّ العيش عند سفحه لا تمتلكه الكثرة. له مخاطرُه، لكن نكهته الخاصة أيضا؛ يستلذها البعض – نستلذّها نحن – فلا نطيق عنه ابتعادا. نستلذّها الى حدّ استشعار الإشتياق في العُطَل.
نستلذّ الحياة عند سفح البركان، لأننا لها.
أخي القارئ !
جاورنا !
إن كنت لها !

للتواصل مع كاتب المقال :   khibrat-omr@boursa.info

هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…ا

هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…ا

هي مسألة أخلاقية قبل كل شيء…
هذه كلمات من العقل والقلب حتمت قولها مخفيّات تحتمل الشك في سلامة النوايا، وفرض البوح بها الحذرمما قد تودي اليه قلة التجربة وانعدام الخبرة.
هي كلمات لا يُقصد بها فردٌ بعينه بل فئة ممن يصحّ نعتها بالغرور وتسميتها بالمراهِقة.


عندما يفشل امرؤ في تجارة الفوركس  لأنه يفتقر الى الخبرة الضرورية، او لأنه هاوِ في تعاطيه مع الحياة كما في ممارسته لعمله، أو لأنه طمّاع متهوّر انتحاري مهووس لا يفقه من اللعبة كلها سوى عنوانها، ولم يتعرّف الا الى بعض أذنابها. عندما يفشل العامل في حسابه الخاص  فشلا ذريعا ويخسر كل أمواله أو جزءا كبيرا منها، ثم يتحول لعرض خدماته على غيره ممن لقوا مصيره –  وللاسباب نفسها –  موهما إياهم بأنه سيد الفوركس – أو البورصة عامة – وأميره وملكه، وانه القاهر الذي لا يُقهَر والفارس الذي لا يُغلب، والمُلهم الذي لا يخطئ. عندما يكون هدفه من كل ذلك الحصول على مبلغ جديد – قلّ أو زاد – لمعاودة الكرّ  بنفس الأسلوب ، أو بتعديلات أدخلها عليه. عندما يتوهم الواحد بانه كل ذلك، ويوهم بأنه كل ذلك، لا أملك سوى أن أقول له: تمهل يا اخي، ان المسألة هي أخلاقية قبل كل شيء ويجب ان تبقى كذلك على الدوام.
عندما يعرف واحد من المتعاملين الذين فشلوا في الحفاظ على جزء من أموالهم، وضحوا بها على مذبح تعاملهم المراهق مع سوق لا يمكن الاستهانة بعدائيته وصلابته وقسوته، عندما يعرف انه فاشل ولا امل له في هذا المجال فيستمرّ في العناد والمكابرة والتجبر. عندما يعرف الواحد كل ذلك، ويقرر بالتالي ان يكرّر اللعبة استمتاعا ويتابع المغامرة هوسا؛ ولكن بمال غيره  وليس بماله هذه المرة. عندما يوهم الناس ايضا بانه سيّد اللعبة وممتلك أسرار السوق ومكتشف لغزه الباطني ، هادفا من ذلك الى المقامرة بأموال الغير وتوفير ما تبقى من ماله الخاص، وهو يعرف سلفا محدودية حظه بالنجاح وانسداد الأفق إلا أمام بعض من المتعة الناتجة عن لعب القمار. عندما يفعل هذا الغدّار هذه الفعلة فلا أملك سوى القول له: رويدك أخ العرب، ان المسألة هي أخلاقية أولا وآخرا.
عندما يعمد واحد من الطارئين الهواة المراهقين في سوق الفوركس الى خداع الناس باضاليل إشباعا لأنانيته وخدمة لنزواته القهارة، لا املك سوى أن احتقر فيه هذا الطبع، وأجرّم هذه الممارسات، لكون الفارق بين العمل في أسواق المال والتسلية في أروقة الكازينو كبيرا جدا جدا.
عندما يبالغ واحد من الباحثين عن فرصة لتثبيت قدميه في السوق فأنا أدعوه الى التثبت من قدراته والتفحص في إمكانياته وسحب كل تجاربه على كل حالات السوق وتقلباته. أدعوه الى التثبت من كونه قد دخل فعلا منتدى الناجحين في التعامل، وكفّ عن التسول على الرصيف المقابل له،  قبل أن يعرض خدماته على أصحاب الأموال. أنا أنبهه  الى أن بعض هؤلاء من السّذج الذين قد لا يكونون من الأثرياء المحصّنين ضد الخسارة بخزائن مخزونة، بل من العصاميين الجاهدين العاملين الذين وفروا كل قرش ليوم الشدة، وأملوا أن يزيدوا الفلس ليصير فلسين بنعمة من ربهم ومباركة لأولادهم، فلا يجوز دينا ولا أخلاقا ان يعمل الواحد من المراهقين أطرياء العود الى إيهامهم -عمدا او غير عمد –  بما يستلذون سماعه إرضاء لغريزته الهدارة.
أدعو المغرِّرين الهواة الطمّاعين  الى خوف الله والإتعاظ من غيرهم ممن سبقوهم على هذا الدرب فلم يحصدوا سوى الشوك لكونهم ما زرعوا سوى الريح.
أدعو المغرَّرين السّذج المتعرِّفين حديثا على عالم البورصة أن يتروَّوا ويتحسّبوا ويتبصّروا ببعض من الكلمات المعسولة والتعابير المجدولة فلا ينخدعوا بها. إنها تخبئ في طيّاتها القليل من الصدق والكثير من الغدر، فلا ينتج عنها سوى الخسارة والحسرة.






نبذة عن التضخم

نبذة عن التضخم –  – 24th  February 2006

 

كلنا يسمع عن التضخم و يعتبره ظاهرة اقتصادية مألوفة, فالاحصائيات بهذا الشأن تصدرعلى الأقل مرة كل ربع سنة كما أننا نواجه هذه الظاهرة في حياتنا اليومية, وذلك من خلال ارتفاع الأسعار, فمنّا من ينظر الى التضخم على أنه فقط عبارة عن  فقدان العملة من قوتها الشرائية دون أن يتعمق في الموضوع وما ورائه, و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ما الذي ينجم عنه التضخم؟

تعريف التضخم

التضخم يمكن تعريفه على أنه عبارة عن نسبة التغير في أسعار المستهلكين, و بالتالي فان هذا التعريف لا يأخذ بعين الاعتبار نمو أسعار العقارات و الأسهم مثلا, و يرجع السبب في ذلك بالدرجة الأولى الى تذبذب أسعار هذه الأخيرة نتيجة للتغير المفاجىء في الطلب من جهة و العرض من جهة أخرى. و يعتبرأثرالتذبذب في الطلب أساسيا و ذلك لأنه في حالة الرخاء, فان الأجور تنمو بنسبة غير متساوية, بحيث تنمو الأجور العالية أسرع منالأجور المنخفضة. للتوضيح فان الطلب للعقارات و الأسهم يكون كبيرا عندما يتوقع المشترون في هذه الأسواق ارتفاعا للأسعار في المستقبل, و هذه التوقعات موجودة أيضا في فترة استقرار الأسعار. اذا أخذنا على سبيل المثال الأسهم, فان التوقعات في المدى الطويل اما أن  تفترض ارتفاعا للأسعار أو ارتفاعا في المردود لدى المنتجين, و هذا الأخيرلا يتحقق الا اذا كان ارتفاع انتاجية المنتجين أعلى من ارتفاع الأجور.

التضخم أيضا هو انخفاض في  قيمة النقد,  فعندما تزداد كمية النقد التي يتداولها الناس بسرعة أكبر من  تزايد المنتوجات التي يستطيعون اقتناءها فان العملة  تفقد من قيمتها. ان العلاقة بين حجم الكتلة النقدية و التضخم علاقة ايجابية قوية.

ان مصدر التضخم يكمن في ارتفاع الطلب بسرعة  أو انخفاض العرض بنفس الدرجة أو في كلاهما, فعندما يتجاوز نمو الأجور نسبة زيادة الإنتاجية أو عندما ترتفع تكلفة استيراد المواد الأولية كالنفط أو عوامل الإنتاج كرأس المال فان مؤشر التضخم يرتفع بسرعة.

فهذه الظاهرة لها اذا صلة كبيرة  بالاستهلاك و الانتاج  من جهة و بالسياسة النقدية من جهة أخرى. فالتضخم كما رأينا  يؤدي  الى ارتفاع الأسعارولكن هل كل ارتفاع في الأسعار يشكل تضخما؟.

الجواب بالنفي, وذلك لأن مفهوم ارتفاع الأسعار بحيث تصبح تشكل تضخما هو مفهوم نسبي, فالأسعاران بلغ ارتفاعها مستوى معينا فانه يصبح  تضخميا, بأن يكون مثلا ارتفاع الاسعار على المستوى المحلي أسرع ممّا هو على المستوى العالمي, أو عندما يستمر الارتفاع بصورة دائمة, أو عندما لايوازي نمو الأجور و الرواتب ارتفاع الأسعار فتضعف بالتالي قدرة الشراء.

التضخم يأتي على ثلاثة أشكال:

تضخم الطلب بحيث أن ارتفاع الأسعاريحدث نتيجة لزيادة الطلب عن الطاقة الإنتاجية للاقتصاد, فزيادة الإنفاق في الاقتصاد هنا ليست زيادة في الإنتاج الحقيقي بقدر ما هي نتيجة لارتفاع الأسعار.

التضخم الزاحف و هو عبارة عن ارتفاع سنوي في مستوى الأسعار بنسبة تتجاوز بين ال-1% و 3%, و هنا تجدر الاشارة الى أن نسبة الارتفاع البسيطة في الأسعار تعتبر نموا للاقتصاد, و يرجع ذلك بالدرجة الأولى الى ارتفاع أسعار السلع قبل ارتفاع أسعار الموارد, الشيء الذي يؤدي ذلك إلى زيادة الأرباح مما يحفز المنتجين على رفع مستوى استثماراتهم.


والتضخم التصاعدي

في الأسعار والأجوربحيث تؤدي زيادة الضغوط على الأسعار إلى ردود أفعال تزيد من حدة التضخم,  وبالتالي  يصبح يغذي نفسه بنفسه. فما شهدته ألمانيا في أوائل العشرينات من هذا القرن لما أرادت الحكومة أن تغطي نفقاتها عن طريق رفع السيولة النقدية حيث طبعت النقود بمعدلات مرتفعة جدا حتى بلغ معدل

التضخم نسبة خيالية أدت بالألمان الى اللجوء الى المقايضة واستخدام السلع بدلا عن النقود.

آثار التضخم

نرى من خلال هذه النبذة القصيرة عن التضخم و أشكاله أن من أكبر آثاره فقد النقود لأهم وظائفها، وهي كونها مقياسًا للقيمة ومخزنا لها, فكلما ارتفعت الأسعارتدهورت قيمة النقود متسببة بذلك في اضطراب المعاملات بين الدائنين والمدينين, وبين البائعين والمشترين, وبين المنتجين والمستهلكين  فتشيع الفوضى داخل الاقتصاد فيلجأ الناس الى بديل عن عملتهم المحلية.
التضخم أيضا له آثار اجتماعية لأنه يعيد توزيع الدخل القومي بين طبقات المجتمع بطريقة غير عادلة, فالمتضررون منه هم بالدرجة الأ ولى أصحاب الأجور الثابتة والمحدودة الذين تتدهور دخولهم  لكونها ثابتة في أغلب الأحيان وتغيرها يحدث ببطء شديد وبنسبة أقل من نسبة ارتفاع المستوى العام للأسعار. كما أن المدخرين لأصول مالية كالودائع طويلة المدى  بالبنوك كثيرا ما يتعرضون جراء التضخم  لخسائر كبيرة بسبب التآكل في القيمة الحقيقية, بينما تحظى المدخرات في الأراضي و العقارات والمعادن الثمينة بالفائدة.

من آثار التضخم على الاقتصاد تدهور قيمة العملة في سوق الصرف واختلال ميزان المدفوعات حيث تتعرض الصناعة المحلية الى منافسة شديدة بسبب المنتجات المستوردة, فينجم عن ذلك تعطيل للطاقات وزيادة في البطالة و انخفاض في مستوى المعيشة. و في هذا السياق تجدر الاشارة الى ما حدث بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تقلص الفائض في ميزانها التجاري لما ارتفعت فيها الاسعار بمعدل أسرع منه في اليابان ودول السوق الأوروبية المشتركةالتي كانت نسبة الانتاجية فيها على أعلى

مستوى,  ونتج عن ذلك العجز الذي عرفته في ميزان العمليات التجارية.

 

دور البنك المركزي

من هنا نرى أن مهمة البنك المركزي تتركز أساسا في تحقيق استقرار الأسعار على المدى المتوسط والطويل دون التسبب بركود مسبب للبطالة. فدوره هنا يتلخص في تحديد الجرعة الكافية من الكتلة النقدية للحفاظ على النمو الاقتصادي مع استقرار الأسعار.  تجدرهنا الاشارة الى أن البنك المركزي ينتهج مسلكين لأداء هذه المهمة. المسلك الأول يتم عن طريق السياسة المحركة للكتلة النقدية, و التي لا تؤثر كثيرا على الأسعار في المدى القصير, و ذلك راجع الى سرعة تداول النقد المتقلبة خلاله. و المسلك الثاني يتمثل في السياسة النقدية المحركة للفوائد, و هذا المنهج  يؤثر بسرعة على الطلب بسبب ترابطه القوي والسلبي به, فارتفاع الفائدة يرفع من تكلفة الاستهلاك والاستثمار والإنفاق العام و بالتالي فانه يساهم في تخفيض حجم الطلب العام في الاقتصاد.

و أخيرا و بعد هذا العرض القصير عن التضخم و دور البنك المركزي في استقراره و بالتالي في استقرار الاقتصاد, تجدر الاشارة الى أنه في السنوات الأخيرة أصبحت المنافسة العالمية الحرة تلعب دورا و لو بسيطا في استقرار الأسعار و بالتالي في تقليص التضخم.

 

إنتبهْ! مَصيَدة! ما كلّ مَن نَصَحَ صَدَقْ ( 2 )ا

تملأ نفسي أحيانا مشاعر متطرفة. تغزو ذهني أفكار قريبة من الخيال. أشعر رغبة متسرعة في قتل الواقع. بي تمرّد وراثيٌ عليه..
يا لسذاجتي! وكأنّ ما عَصَرَ نفسي من ألم لا يكفي لأتعلم. لأستخلص العِبَر. لأحوّل التجارب الى أمثولات.. لأكفّ عن مطاردة المثاليات المستحيلة..
أقرأ، أو أسمع أخبارا. تصيبني في الصميم. أسارع الى قلمي. أبحث فيه عن راحة لنفسي. أهمّ بالإعتراض. أنسى أن الواقع غير الحقيقة. أن هناك توترا أبديا بينهما. .
أرفض أن نضحي بالحقيقة إلتماسا لما يُسَمّى نجاحا. هَوَسي الدائم يدور أبدا حول سؤال رئيس: ماذا تقول الحقيقة؟
لا أعرفُ إن كنت مصيبا في ذلك. أعرفُ أن هذا الدرب وَعِر. سلوكه مُكلِف وعسير.
وماذا يقول الواقع؟
نحن شعب مُسيس. الكل يعرف هذا.  نَدَرَ ما اجتمع اثنان إلا والسياسة ثالثهما. نتدرب على السياسة منذ بداياتنا. وإن كَبُرنا، وتوظفنا، فنحن ساسة صغار. صورة مصغرة عن الكبار. وان كَبُرنا، وتاجرنا، فبالذهنية السياسية. والسياسة بمفهومنا المتخلف شطارة. شطارة تعني: مَكرٌ. خُبثٌ. كَذبٌ. غلَبَةٌ. ونسمي هذا نجاحا..
الناجح هو الرابح. الهدف يبرر الوسيلة. الكيف غير مهمة… أرشيف المؤتَمنين على النظافة أكلَه الغبار.
تحدثت في مقالتي السابقة عن المطرقة. ثم عن السندان. رجوت القارئ ألا يكون ما بينهما… والكل يعرف ما بينهما.
سألت: مدعي مساعدة بعض الأغرار لماذا يقدم لهم سلعة لن يستفيدوا منها. ما مصلحته في ذلك؟ 

 أجبت: ببساطة لأنه يريد ان يعلّمَهم ما يستفيدُ هو منه. والآن أزيد: هو يشتغل سياسة. يتخيّل نفسه سياسي. سياسي صغير على قدّه. يتشبه بالسياسيين الكبار. وبالقدر الذي تسمح به عبقريته.
  
نحن لا نحتكر هذا الفن، وإن برعنا فيه. الخديعة موجودة مذ كانت الأنا. الخديعة والأنا في تواصل أبديّ وتكامل سرمديّ…
الكاتب المسرحي الفرنسي “موليير” عاش في القرن السابع عشر. صوّر في إحدى مسرحياته موقفا قريبا من الذي نحن بصدده. ترك للسخرية المجال الأوسع في التعبير.
عندما أراد ” مسيو جوردان ” تزويج ابنته جمع أصدقاءه وطلب مشورتهم في الهدية الأمثل التي بوسعه تقديمها لها.
قال ( الصديق)  الأول: أتمنى لها عِقدا من الألماس المُرَصّع يخجل بريقه من جمالها إن بدا. ( هو يتمنى لها…).
قال الثاني: بل هي سجادة عجميّة حاكتها أنامل نسوة من بلاد الفرس، واحتاج العمل فيها الى سنوات. لي رغبة جامحة أن أراها في بيتها. ( له رغبة…).
قال الثالث: أنصحك يا صديقي أن تعدُلَ عن فكرة الزواج، وترسلَ ابنتك الى دير للراهبات، فهي وُلِدَت لهذا، ولن يكون لها نجاحٌ أو حظٌ في الزواج…
صديق “مسيو جوردان” الأول كان صائغا يصنع الحليّ ويبيعها.
صديقه الثاني كان تاجرا يستورد السجاد العجميّ ويبيعه.
صديقه الثالث كان أبا لصبيّة تنافس العروس على قلب العريس، ويتطلع هو الى أن تفوز به.
عزيزي الوافد حديثا الى سوق المال. سِلَعٌ كثيرة ستُعرَض عليك. لا تجلس طوعا بين السندان والمطرقة. تروّى وتبصّر. إختَر فقط ما يكون نافعا. هو قليل من معروض كثير.
في هذا السوق يستحيل لك أن تجدَ مؤشرا واحدا – من بين مئة مؤشر معروضة – بمقدوره هو ان يعطيك إشارات بيع وشراء ثابتة ودائمة وناجحة وموثوقة. من يقول غير هذا فالخديعة توأمه.
هذا يتحدث عن ال “موفينج أفرج” ( المتوسطات المتحركة ). ذاك عن ال بوللينجر. ذلك عن ال “بارابوليك”. آخر يفضل ال “ماكد” ( نقل عربي لل  MACD ). وغيرهم وغيرهم…
هم يقولون لك ذلك.. أنا أقول غير ذلك..
قُمْ الى معولك. أهدمْ بيتك الذي يأويك. إبحث لنفسك عن كنز رأيته في المنام تحت أساساته. حظّك في العثور على الكنز يفوق حظّك بالربح معتمدا على إشارات شوهاء ونظريات بلهاء، لا منطقَ يحكمها، ولا علمَ ينطبق عليها.
  
المؤشرات المئة تلك، كلّ واحد منها صالح لأن يكون هو مرشدي الى الربح. بشرط واحد وحيد: يجب ان أجد له غربالا يُسقط الإشارات الخاسرة التي يعطيها، ويحفظ الرابحة.
هذا يدّعي انه وجد سرّ الثراء في غربلة إشارات المتوسطات المتحركة بغربال ال “ماكد”. ذاك يفضّل غربلتها ببعضها، وبغربال من جنسها له قياس مُبتكر… كلّ هذا كلامٌ بكلام. كلامٌ فارغٌ يُخدّر الفكر ويُثقل على الفؤاد.
الغربال هذا، كلّ يبحثُ عنه. لم ينجحْ أحدٌ في العثور عليه. لن تنجحَ انت أيضا..
أتريدُ أن تعرفَ السبب؟
ببساطة كليّة واختصار شديد، لأنك تبحث في الخارج عمّا هو في ذاتك. لأنك أنت هو هذا الغربال. لأني أنا هو ذاك الغربال. لا تبحثْ عنه خارجَ ذاتك. إن لم تكُنه، فلن تجده.
كُنهُ. أو وفّر على نفسك المشقات.
للتواصل مع كاتب المقال :   khibrat-omr@boursa.info

bild11u

إنتبهْ! مَصيَدة! ما كلّ مَن نَصَحَ صَدَقْ ( 1 )ا

أطلعني صديق لي على رسالة وصلته على بريده الالكتروني، وكان يهدف من تمريرها لي تسلية نفسه وتسليتي ايضا.
الرسالة ترمي الى الترغيب بالفوركس وجذب انتباه القارئ الى درب يوصل سالكه لمستودع الذهب المنشود. الكاتب ينطلق من فرضية كونه ذكيا، وكون القارئ المُستهدَف غبيا. هو غبيٌ مُفترَض الى درجة يسهُل فيها التغريرُ به، وايقاعُه في الفخ بسهولة قصوى.
نحدّد الهدف أذا منذ البداية. هو الإيقاع ببعض القراء واستغلال غباوتهم، وليس إطلاقا تحقيق الإفادة لهم. مرسل الرسالة مدرك جيدا لهذه الحقيقة. هو عارف لأية شريحة من المستهلكين يتوجه.
مِن المستهلكين؟ بالتأكيد .. المسألة مسألة سلعة يتم الترويج لها، وهي تستهدف فئة معينة من المستهلكين.
لا أستطيع إدراك السبب الذي جعل كاتب الرسالة يختار اللغة العامية – وكأني بها اللهجة المصرية – في كتابة رسالته، ولكنني أستطيع أن أقدّر. لم أجد سوى احتمالين لا بدّ أن يكون واحد منهما صحيحا. ألإحتمال الأول أن يكون الكاتب جاهلا بقواعد اللغة الفصحى وعاجزا عن التعبير بها، وهذا إن صحّ يكون مدعاة للخجل. ألإحتمال الثاني أن تكون كتابة الرسالة مقصودة بهذا الأسلوب الشعبي، لأنها تسهّل اصطياد فئة من القراء تستهدفها الرسالة بالتحديد، وهذا هو الإحتمال الذي أرجحه. نحن إذا تجاه مصيدة. اللهجة العامية هي من عدّة الشغل. لنقل إنها المطرقة.
وإذا صدق ظني، وكانت اللهجة المصرية هي المعتمدة، فلماذا اعتمادها؟ ألأن الكاتب مصري؟ قد يكون ذلك. ولكن ربما السبب في كون الفئات الشعبية التي يسهل خداعها والتي بدأت تتعرف على الانترنت وتتواصل بواسطتها متواجدة ومتزايدة في مصر بنسبة أعلى مما هي في دول الخليج مثلا. بهذه الحالة فمن قواعد اللعبة تحديد موضع نصب المصيدة حيث كثرة الطرائد.
إن صحّ ظنّي، فالصيد في السوق المصري وفير والربح غزير…
من الإغراءات الدعائية الجاذبة – الذكيّة أو الغبيّة – التي استعملها كاتب الرسالة أيضا إنه ألمح لقارئه المُستهدَف بالمصيدة الى إنه سيكون بمقدوره تكوين ربح يبلغ أضعاف أضعاف رأسماله الذي سيخصّصه لهذه التجارة، وبوقت غير بعيد، وبأقل عناء ممكن وبالإستناد الى مؤشر بسيط جدا وسهل التعامل معه جدا، هو ما سماه ال ” موفينج افرج” أي الخط المتوسطي الذي يحتسب القيمة الوسطية لمجموعة من الأيام او الساعات او الدقائق. أيضا هذا الإغراء هو جزء من – المصيدة – عدة الشغل. لنقل انه السندان.
بهذا تكون قد اكتملت عدة الشغل: مطرقة وسندان.
إرتكز موجّه الرسالة على خطين اثنين من هذه الخطوط، هما خط الثلاثة عشر يوما وخط الثلاثة وأربعين يوما وأشار الى تقاطعهما. لماذا هذان الخطان بالضبط؟ ربما لأنه أراد التميّز والبرهان على انه اكتشف السرّ العجيب الذي لم يكتشفه غيره. الباقون يعتمدون على العشرة والعشرين والثمانية والثلاثين والخمسين والتسعين والمئة والمئتين، اما هو فلا بد ان يكون مميزا لكي يكون مؤثرا. عُدّة شغله مختلفة.
والآن أريد أن أطلق العنان لمخيلتي قليلا. هو يدعو القارئ للدخول الى الرابط المرفق بالرسالة للإطلاع على السر العجيب. أنا لم أدخل. لم يدفعني فضولي لذلك. ببساطة أريد أن أتخيّل. أؤكد لقارئي العزيز بأن الرابط هذا يحتوي على شارت لعملة محددة كانت تحركاتها في فترة زمنية محددة متطيرة، بحيث إنها كوّنت ترندات صاعدة وأخرى هابطة، بدون أن تعرف أية فترة أفقية بينها. هذه الحالة تعتبر نموذجية ممتازة لكي تتقاطع خطوط ” الموفنج افرج ” وتعطي إشارات كلها رابحة .
قارئي العزيز! إن أنت أخذت نفس العملة هذه، وعدت بالزمن الى الوراء، لرأيت أن نفس هذه الخطوط لم تعطِ سوى إشارات خاسرة في فترة زمنية أخرى لم تتناسب حركة السوق معها. كذلك الأمر لو تقدمت بالزمن الى الأمام وطابقتها على فترة زمنية تحركت فيها هذه العملة بشكل أفقي طال أمده.
النتيجة: إن كل الأرباح التي تكون قد حققتها في فترة الترند لا بدّ أن تخسرها – وقد تخسر أضعافها في فترة المراوحة الأفقية.
قارئي العزيز! مُرسِل الرسالة حضّر المطرقة والسندان. إنتبه! لا تكُنْ أنت ما بينهما…!
حسنا، لنعُد الآن الى مُرسِل الرسالة. ما مصلحته من ذلك؟ لماذا يريد أن يعلّم بعض الأغرار ما لن يستفيدوا منه؟
ببساطة لأنه يريد ان يعلمَهم ما يستفيدُ هو منه. إن كان صاحب مركز لتعليم العمل في الفوركس – وهذا بدأ يشيع في عالمنا العربي- فقسطُ الدورة يُدفَع سلفا. وإن خسر المتدرب لاحقا ، يكون السبب سؤ تطبيق الخطة، وليست الخطة بحد ذاتها. الخطة هذه سيعاود استعمالها مع فوج جديد من البسطاء. هي إذا منزهة عن الخطأ… عدة الشغل واحدة: المطرقة والسندان!
مسكين ذلك المغرر به. هو غبي . غبي جدا..
انها لعبة مقيتة فعلا. أغريك بالربح الوفير لأسلب منك بعضا مما معك. أدخلك الى حلبة، وأنت تجهل ما ينتظرك فيها. تدخل اليها من باب ضيق، وانت تعتقد أنك خارج الى الفضاء الواسع فإذا أنت محاصَر بائس، تتطلع الى مغيث ولا تجده.. تبحث عمّن أدخلك الى الحلبة فإذا هو قد تخلى عنك  .
معذّبوك هؤلاء أذكياء؟ لا، بل أغبياء أيضا. ماكرون نعم. أذكياء لا.. لا يتميزون عنك سوى بخبثهم ومَكرهم. لا يملكون سوى ألسنتهم. يحمون أنفسهم ببعض من كلمات مراوغة يتحصنون وراءها. إن واجهتهم ببعض الحقيقة تلعثموا وهربوا.
يُذكّرونني بمصارعي الثيران في أسبانيا. ذلك التقليد الهمجي. هذه الجموع المصفقة والمنتشية بدماء ثور مسكين تسيل من رقبته حتى الموت.
ثور مسكين؟ نعم، بالطبع، ولكنه غبيّ أيضا.
عزيزي القارئ! لا تجعل الوشاح الأحمر يغريك، وإلا فهم سيتسلّون بدمائك التي ستسيل، ويصير لون جلدك بلون الوشاح الذي استَسَغت.
تبصّر بالنصيحة جيدا. ما كلّ نُصح ٍ تُعطاه يكون لك، ولا كلّ من نَصحَ صَدق…
– وللكلام صلة…
للتواصل مع كاتب المقال :   khibrat-omr@boursa.info

بورصة انفو: الموقع الرائد لأخبار الذهب ، العملات ، البورصات. مع تحليلات