حديث الاسبوع -كذب المنجمون ولو صدقوا ٠

لجمعة 25.04.03

في شهر آذار من العام 2000 كان مؤشر الاسهم الالمانية ” داكس ” يقف بأبهة وفخر عند علامة ال 8100 نقطة . بعد أقل من ثمانية أشهر كان قد طأطأ الرأس ووقف عند علامة ال 3600 نقطة . مذذاك عرفنا حركتين تصحيحيتين . واحدة بدأت في آذار من العام 2001 وبلغت الخمسين بالمئة من الخسارة التي كانت قد أصابت السوق . والثانية في اوكتوبر من العام 2002 وبلغت الاربعين بالمئة .
اليوم نحن نعيش منذ ما يقارب الشهر او يزيد عليه بقليل حالة مشابهة اذ بلغت الحركة التصحيحية ما يقارب الثلاثين بالمئة من الخسارة الاخيرة . ا<br>
أمام هذه الحالة كثر المحللون وكثر معهم المنجمون ومعظمهم تنبأبسباق قادم سيعيد الداكس الى حدود الخمسة آلاف نقطة حتى قبل انتهاء هذا العام . منهم من يرتكز في تحليله على ما جرى للاسواق بعد حرب الخليج الثانية اذ عرفت وقتذاك الاسواق أفضل عصر ذهبي في حياتها . ومنهم من يرتكز في رؤيته الى اقتراب موعد الانتخابات الاميركية وهنا لا بد ان تندفع الاسواق الى الامام كما عودتنا الاحداث الماضية . ويضيف البعض الآخر الى هذه الرؤيا مسألة قرب التجديد لرئيس البنك الفدرالي الاميركي ” ألان غرينسبن ” وفي هذه المناسبة يصح عليه ما يصح على الانتخابات الرئاسية ، اذ لا بد له من انتهاج سياسة نقدية لينة لتسهيل هذا الامر .
القائلون بهذه الآراء يقللون من أهمية المنتقدين لنظريتهم والذينيرتكزون الى كون نسبة السعر الى نسبة الربح عالية جدا في اميركا ، فيقولون . ” ان من يعتقد ان هذا هو المؤشر الذي يتحكم بصعود البورصة او هبوطها انما هو على خطأ . ”

أمام كل هذه التنبؤات ، وحيال كل هذه التحليلات ، ما زلنا نحن في بورصة انفو نقف عند الرأي الذي دافعنا عنه في أكثر من مناسبة ، وفي أكثر من مقال . علينا ان نقلل من أهمية تلك التنبؤات الصادرة عن مصانع التفكير العالمية وان نعود الى واقع طالما نبهنا اليه . نحن في مرحلة قد تمتد لتبلغ ما يقارب العشرة من السنين . مرحلة تتراوح بين الامتداد الافقي والانخفاض المتدرج . مرحلة تتزايد فيها مشاكل الاقتصاد الاميركي باستمرار .مرحلة ستزيدها حروب السيد بوش تعقيدا وجدية . مرحلة استهلكت فيها الادارة الاميركية الحالية كل ما كانت الادارة الماضية بعهدة الرئيس كلينتون قد وفرته ، وهي على وشك ان تقع في عجز واضح .

وعليه فعلى كل مستثمر لبيب ، ان يعتصم بالقناعة فيشتري عند تراجع الاسواق ، ما لذ له من الاسهم وطاب ، او ما قدمناه له نحن على طبق مرصع بحسن الاختيار . ثم ان هو رأى في السوق تحسنا ، عليه الا يقع في أحاسيس الغرور او الطمع المفرط ظنا منه ان الوقت قد حان لتحقيق ربح قد يبلغ الخمسمئة بالمئة او أكثر . بل عليه ان يتعود على الاكتفاء بالارغفة الصغيرة الشقراء ، فيبيع ما اشتراه من اسهم ان هو حقق ما يراوح بين ال20 او ال 30 بالمئة . وفي الاوقات العصيبة تغني الارغفة الصغيرة الشقراء هي ايضا عن جوع