بنك التسويات الدولية: العالم ربما أنه على أعتاب حقبة تضخمية جديدة

حذر رئيس بنك التسويات الدولية من أن العالم يواجه حقبة جديدة من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة بينما يدفع تدهور العلاقات بين الغرب وروسيا والصين وتداعيات أزمة كورونا العولمة إلى الوراء.

وتتفق تصريحات رئيس بنك التسويات الدولية مع ما قاله لرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك، لاري فينك، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، والذي صرح منذ أسبوعين بأن الحرب بين روسيا وأكرانيا وضعت حداً للعولمة التي شهدناها على مدى العقود الثلاثة الماضية.

ويعني الصعود الحاد في أسعار الطاقة العالمية والغذاء أن 60% تقريبًا من الاقتصادات المتقدمة لديها الآن تضخم على أساس سنوي فوق 5%، وهو أعلى معدل منذ أواخر عقد الثمانينات في القرن الماضي، في حين أنه فوق 7% في أكثر من نصف العالم النامي.

وقال أوجستين كارستنز المدير العام لمجموعة بنك التسويات الدولية اليوم الثلاثاء “نحتاج للانفتاح على احتمال أن البيئة التضخمية تتغير بشكل جوهري، إذا كانت أطروحتي صحيحة، فستحتاج البنوك المركزية إلى تعديل سياستها”.

 

بوتين يحذر من أزمة غذاء عالمية

قال الرئيس الروسي اليوم الثلاثاء إن بلاده يجب عليها أن تتابع عن كثب صادراتها الغذائية إلى الدول المعادية لأن العقوبات الغربية أثارت أزمة غذاء عالمية وزيادات حادة في أسعار الطاقة.

وحذر بوتين من أن ارتفاع أسعار الطاقة مصحوبا بنقص في الأسمدة الزراعية سيدفعان الغرب إلى طبع النقود لشراء إمدادات، مما يؤدي إلى نقص في الغذاء بين الدول الأكثر فقرًا.

وقال “هم حتما سيفاقمون نقص الغذاء في المناطق الأكثر فقرًا في العالم، وسيثيرون موجات جديدة من الهجرة ويدفعون بشكل عام أسعار الغذاء لمزيد من الارتفاع”.

 

التضخم يضرب العالم 

أشار رئيس بنك التسويات الدولية أوجستين كارستنز إلى توقعات لخبراء اقتصاديين تشير الآن إلى أن تضخم فوق 4.5% في الولايات المتحدة ومعظم أوروبا على مدار العامين القادمين وفوق 3.5% في اقتصادات متقدمة كثيرة أخرى.

وقال كارستنز “في الأغلب فإن هذا سيتطلب أن ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية فوق المستويات الحيادية لبعض الوقت من أجل إبطاء وتيرة الطلب”.

كما حث الحكومات على مقاومة إغراء محاولة التعويض عن وطأة التضخم أو ارتفاع معدلات الفائدة، قائلا “المفتاح إلى نمو مستدام أعلى لا يمكن أن يكون سياسة نقدية أو مالية توسعية”.

وأضاف كارستنز “كثير من التحديات الاقتصادية التي نواجهها اليوم تنبع من تجاهل سياسات في جانب المعروض على مدار السنوات العشر الماضية أو أكثر”.