العملات المشفرة ..دولٌ تبنتها وأخرى رجمتها

قبيل نحو عقدين من الزمن لم يكن يخطر على بال الرجل المتخفي ساتشوي ناكاموتو مؤسس عملة البتكوين أن تحظى عملته باهتمام الكثيرين من أفراد وشركات وحكومات ومؤسسات مالية.

العملة التي بدأت حياتها بدولار واحد تكمل عامها الثالث عشر بـمتوسط 30 ألف دولار.

20 عاماً ونيف مضى على بزوغ عصر العملات المشفرة والذي تصدرت عرشه البتكوين لتتوالد بعدها عملات من ذات السلالة وبمسميات مختلفة تجاوزت أكثر من 18 ألف عملة مشفرة حول العالم.

سلالة العملات المشفرة التي أثارت منذ ظهورها جدلا واسعا مازال متواصلاً لغاية اللحظة.

جدل ركيزته الأساسية نابع حول أمان هذه العملات وقدرتها على الإطاحة بالعملات التقليدية والرقمية التابعة للبنوك المركزية مستقبلاً.

ولعل السمة الأبرز لحياة العملات المشفرة هي بعدم الاستقرار فمنذ ظهورها وهي تتأرجح بين صعود وهبوط تارة تتألق فتسجل أرقاما قياسية تجاوزت مثلاً 60 ألف $ للبتكوين الواحدة وتارة أخرى تهبط بشكل مدوي دون الـ 30 ألف $ وأسوة بغيرها من الأدوات الاستثمارية تمكنت العملات المشفرة من إيجاد فريقين لها.

مؤيدون يصرون على أن العملات المشفرة ستواصل رحلة الصعود رغم تقلباتها وقد تصبح العملة المفضلة بالتجارة العالمية.

ومعارضون يجدون بان المتداولين فيها مجرد مقامرين مصابين بحمى الشراء التي ستقودهم نحو انهيارات كبيرة وخسائر فادحة لا قدرة لهم على تحملها.

ورغم تلك الانقسامات عززت العملات المشفرة مكانتها على عدة جبهات دولية بدءاً من تبني دول لها كعملة رسمية مثل السلفادور وليس انتهاء بالتمركز على جبهة الحرب الأوكرانية.

فأثبتت قدرتها على أن تكون وسيلة لروسيا للتهرب من العقوبات وفي الوقت ذاته كانت أداة لأوكرانيا لتمويل احتياجاتها وحصد تبرعات عابرة للحدود.

وأخيراً يبقى السؤال حول مصير هذه العملات وآفاقها المستقبلية رهن الأعوام القادمة والتي ستحدد رأي أي الفريقين هو الأبقى؟