التضخم.. الى اين؟

التضخم، كلمة في ذاتها باتت مزعجة لأسماع الناس وجيوبهم.

فمنذ نهاية عام 2021 تواصل أسعار الغذاء والطاقة  ارتفاعاتها المطردة التي تنعكس على القطاعات الاقتصادية المختلفة. في  حين ظلت الرواتب والدخول تراوح مكانها حتى باتت  غير كافية في مواجهة الشبح الذي يأكلها.

الحرب الروسية الأوكرانية زادت الطين بلة، ورأى الأميريكيون والبريطانيون مثلا مستويات من ارتفاع الأسعار لم يشهدوها منذ 4 عقود.

كورونا التي لم يلبث العالم أن بدأ يتعافى منها وجد نفسه يرتطم بحائط الحرب التي عمقت مشاكل سلاسل الإمداد الغذاء  أضحى شحيحا وأسعار النفط والطاقة أنهكت العالم لاسيما أوروبا.

مستقبل الأسعار المرتفعة ليس مفروشاً بالورود على المدى القريب، فصندوق النقد الدولي يرى أن التضخم المرتفع سوف يستمر لفترة أطول خصوصا مع تحركات متواصلة من البنوك المركزية في العالم لرفع الفائدة بقيادة الفدرالي الأميركي.

الأمم المتحدة تطلق تحذيراتها من ظهور شبح نقص الغذاء العالمي الذي قد يستمر لسنوات عدة مع ارتفاع كلفة المواد الغذائية الأساسية الذي زاد عدد الأشخاص الذين لا يتلقون القدر الكافي من الغذاء بواقع 440 مليوناً، ليصل الإجمالي إلى 1.6 مليار شخص، ناهيك عن ما يقرب من 250 مليون نسمة على شفا المجاعة. وفي حال استمرت الحرب، قد يقع مئات الملايين من الأشخاص في براثن الفقر.

كل ذلك بسبب لعنة الحرب التي تمنع الطعام الأوكراني عن 400 مليون شخص حول العالم في أزمة هي الأسوأ في التاريخ الحديث والتي ليس لها حل على ما يبدو سوى التكاتف بين الدول والتكيُّف مع المتغيرات في الوقت ذاته على أمل الحفاظ على النفوس والجيوب والعقول من الضغوط المستمرة.